يُعدّ تحقيق الصلح بين أطراف متخاصمة في المجتمع أمراً ليس سهلاً إطلاقًا، فقد يستغرق وقتاً طويلاً كما يتطلّب اتخاذ قرارات صعبة للوصول إلى حلّ يرضي جميع الأطراف، وتختلف الجهود المبذولة للمصالحة تبعاً للظروف والمدة الزمنية التي يحددها طبيعة الخلاف والمجتمع، ومهما بلغت صعوبة هذه الظروف لا يجب أن يقف ذلك عائقاً أمام سعي الأطراف المعنيّة في تحقيق الصلح لما له من أهمية كبيرة تعود على الفرد والمجتمع.[١] يحمل تحقيق الصلح في المجتمع أهميّة كبيرة سواء على الجماعيّ والروحيّ، ومن أبرز النقاط التي توضّح أهميّة الصلح في المجتمع ما يأتي:[٢] تحقيق الوحدة والتماسك بين أفراد المجتمع. إحداث تغيير في المجتمع على المستوى السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي. المساهمة في بناء علاقات إيجابية بين أفراد المجتمع. إعادة صياغة هوية أفراد المجتمع من خلال تغيير ثقافاتهم ومواقفهم التي تسببت بالأذى للآخرين. إعطاء الأفراد القدرة على الاعتراف المتبادل بمعاناة الماضي والتعامل معها. بناء جسر بين أطراف النزاع من خلال مساعدة الطرف المتضرر في التغلب على كل المشاعر السلبية التي مر بها من حزن، وألم، وغضب، وعلى الجانب الآخر المساهمة في إضفاء الطابع الإنساني للطرف المتسبب بالضرر، حيث إنّ عملية الصلح تعتمد بشكل أساسي في القضاء على تجرد البعض من إنسانيتهم وعدم مبالاتهم بآلام الآخرين. تعزيز بناء المجتمع من خلال تقبّل الأطراف المتخاصمين للعيش معاً مرةً أخرى، والمساهمة في بناء مجتمع أفضل تسوده العلاقات الهادفة التي تقوم على الصدق والاحترام. التقليل من الرغبة في الانتقام من الشخص الذي تسبب بالأذى أو الضرر وذلك من خلال فرض العقوبة اللازمة عليه. معاقبة الجاني بالعقوبة المناسبة في بعض الحالات، ويكمن دور الصلح في هذه الحالة بمساعدة المجتمع على تقبّل الجاني بعد إنهاء مدة العقوبة حتّى لا يكون هناك ضحايا آخرون. تعزيز الهوية الوطنية للفرد وانتمائه للمجتمع مما يساهم في إلغاء أي تمييز عنصري بين الناس. يقوم الصلح على اعتراف الطرف الذي تسبب بالأذى بخطئه وطلبه العفو من الطرف المتضرر والذي يقوم بدوره بمسامحته مما يساعد في ترميم العلاقات المكسورة بينهما بتغيير تحيز وتصور كل منها نحو الآخر. إعادة التواصل مع الآخرين وتجديد العلاقات مع الأشخاص الذين تسببوا بالأذى لغيرهم. التركيز على جوهر العلاقات الإنسانية وليس الأسباب التي أدت إلى النزاع فقط مما ينتج عنه تحول جذري في العلاقات الشخصية بين المتنازعين. إصلاح المجتمعات التي تعاني من الانقسام بين شعوبها، لبناء السلام والاستقرار المستدام في هذه المجتمعات. تعزيز الأسس والمبادئ التي يقوم عليها نجاح المجتمع مثل الديمقراطية، وحقوق الإنسان، وتحقيق العدالة بين الناس. التطلع إلى تحقيق أهدف المجتمع المنشودة في المستقبل من خلال بناء سيادة القانون. الحد من الظلم والعنف، وتوفير مساحة للشعور بالأمان بين الناس والتعبير عن مشاعرهم ومخاوفهم. تعريف الصلح هو عملية فض النزاعات والخلافات بين المتخاصمين من خلال الحوار والاعتراف بالذنب، أو اللجوء إلى القضاء لرد الحقوق إلى أصحابها وبناء علاقات قائمة على الثقة، والتسامح، والتعاون بين الناس للعيش بسلام واستقرار.[٣] أنواع الصلح في المجتمع يوجد عدّة أنواع من الصلح، يمكن تلخيصها بما يأتي:[٤] المصالحة التامّة يعدّ هذا النوع أفضل أنواع المصالحة، يحث تحلّ الخلافات القائمة بين الأطراف تماماً وتنتهي مسبّباته، وقد تتحوّل العلاقة بين الأطراف المتخاصمة إلى علاقة مودّة وصداقة. تغيير التوقّعات يعتمد هذا النوع من المصالحة على تغيير أطراف الصراع أو الخلاف توقّعاتهم ومتطلّباتهم من الطرف الآخر، وتقبّل الاختلاف وانفتاح العلاقة بينهما سواء أجريت التغييرات المأمولة أم لا. الاتّفاق على الاختلاف يمكن الوصول إلى هذا النوع من المصالحة إذا اقتنع أطراف الخلاف أنّه لا داعي لإقناع الآخر بأنّه هو على حقّ، وتقبّل اختلاف الرأي، ومحاولة إيجاد أرضية مشتركة بعيدة عن سبب الخلاف يمكن الاعتماد عليها لإعادة بناء العلاقة وتجاوز الخلاف. القرار الداخلي على المصالحة والمسامحة يكون هذا النوع من المصالحة عندما تكون المصالحة المباشرة مع طرف الخلاف الآخر مستحيلة، كأن يكون ميّتاً أو رافضًا تماماً للمصالحة مع فشل جميع جهود الصلح، ولا يمكن يمكن استرجاع العلاقة أبداً.
المراجع ↑
Marina Cantacuzino, Katalin Karolyi, “Section 4. Forgiveness and Reconciliation”, ctb, Retrieved 19/4/2022. Edited. ↑ Dan Sinh Nguyen Vo (7/2008), “Reconciliation and Conflict Transformation”, beyondintractability, Retrieved 19/4/2022. Edited. ↑ “Reconciliation: Truth, Justice, Peace, Mercy”, usip, Retrieved 8/2/2022. Edited. ↑ “4 Types of Reconciliation”, psycho therapy networker, Retrieved 19/4/2022. Edited.