مارس 20, 2025

إدريس آيات: ‏’الدولة الأفريقية’ ناميبيا تتدخل كطرفٍ رابع ضد ألمانيا في دعوى جنوب إفريقيا:

رفضت ناميبيا دعم الموقف الألماني الذي يؤيد إسرائيل، معتبرةً أن هذا الدعم يمثل تأييدًا لأفعال إسرائيل الإستعمار ية والتي تُعتبر إبادية ضد المدنيين في غزة.

لماذا موقف ناميبيا مهم جدًا؟

لأنّ ألمانيا أقامت أول إبادة جماعية في ناميبيا في القرن العشرين!

إنّ إبادة ألمانيا لشعب ناميبيا، المعروفة أيضاً باسم إبادة الهيريرو ( أبادت 90٪) ومن 50٪ من شعوب (الناما) ، كانت حدثاً تاريخياً مأساوياً حدث بين عامي 1904 و1908 في جنوب غرب القارة، الذي كان مستعمرة ألمانية آنذاك (والمعروفة حاليًا بدولة ناميبيا).
إرتكبت القوات الألمانية أعمال قمع وحشية ضد قبائل الهيريرو والناما، ما أدى إلى مجازر بالآلاف. واعتبرت هذه الأحداث واحدة من أولى حالات الإبادة الجماعية في القرن العشرين.

لطالما ترقبت موقفاً شجاعاً من القادة الأفارقة، حيث يذكرون الغرب بماضيهم الملطخ بالجرائم والإبادات والعبودية التي تعرض لها أسلافنا على أيديهم، خاصةً عندما يحاول الغرب تقديم نفسه كمعلم للأخلاق أو الدفاع عنها.

ألمانيا، بتاريخها الدموي والمشبع بالإبادات الجماعية، تتبنى الآن دوراً يمكن وصفه بـ”العاهرة السياسية والقانونية” لإسرائيل.

ينبغي تذكيرها بأن شعورها بالذنب تجاه المحرقة لا يجب أن يكون سبباً لدعمها الدولة الإسرائيلية في تنفيذ إبادة جماعية ضد شعوب أخرى.

وهذا بالضبط ما أشارت إليه ناميبيا؛ حيث بيّنت موقفاً حازماً، معلقةً أن ألمانيا لم تتعلم الدروس من تاريخها الغارق في الإبادات الجماعية، وتُظهر دعمها لدولة ترتكب الإبادة الجماعية حاليا، متجاهلةً بذلك مقتل أكثر من 23 ألف شخص حتى الآن في فلسطين!

سعيدٌ جدًا بهذا الموقف الأفريقي الداعم لمبادرة دولة أفريقية أخرى، وتعرّي نفاق الغرب وسقوطه الأخلاقي!

فلتتوقف ألمانيا، لا يُمكنها الإنتقال من دولة مرتكبة لإبادات جماعية إلى ساقطة تدعم كيانا يرتكب أسوأ إبادة ومجازر لقرابة 100 يوم، وإلا أخرجنا ملفاتها السيئة كلها بأفريقيا، خاصةً هذه الإبادة المنسية!

إدريس آيات، جامعة الكويت

Written by admin
×