على خلاف تنبؤات الشؤم والبؤس من الخبراء الفرنسيين بعد الانقلاب على العميل بازوم، فإنّ إقتصاد النيجر ليس فقط أنّه لن يعرف إنهيارًا، بل سيكون الأسرع نموًا في أفريقيا بدءًا من 2024م.
وفقًا لصندوق النقد الدولي، من المتوقع أن يرتفع معدل النمو في النيجر من 4.1٪ في عام 2023 إلى أكثر من 11.4٪، وهو ما قد يتجاوز جميع معدلات النمو في القارة الأفريقية في عام 2024.
فرنسا🇫🇷 ومحللوها تنبؤوا بالسوء والفقر والفقر للنيجر بعد الانقلاب، بل توقعوا أن تسقط الحكومة خلال 3 أشهرٍ، بينما الخطوات التي اتخذها الإقتصادي المحنّك رئيس الوزراء، علي لمين زين، جعلت من توقعات النقد الدولي -الذي صدر بعد الانقلاب بالمناسبة- تتوقع نموًا يفوق 11٪ للاقتصاد.
كل هذا حدث قبل أن يأخذ الرئيس تشاني بعض القرارات المزلزلة ونبذه اتفاقيات ما بعد الإستعمار!
كل هذا حدث بفضل رئيس الوزراء علي لمين زين؛ تحت إدارته، تحولت النيجر من دولة يُنظر إليها على أنها فقيرة وتتخلل حكومتها الفساد إلى دولة تتحكم بشكل أكبر في ثرواتها الطبيعية، من خلال تنظيم تجارة الذهب واليورانيوم وتصدير النفط بأسعار السوق.
لمين زين، الذي تم جلبه من تشاد بعد الانقلاب إلى رئاسة الوزراء كخبير متخصص في الشؤون المالية والإقتصادية، طلب من القيادة السياسية عدم التدخل في إدارة الإقتصاد، متعهدًا بأن النيجر ستظل صامدة رغم العقوبات وتجميد الأصول في البنوك الإقليمية تحت هيمنة فرنسا.
فقبل الجنرال تشاني: وقال لك كل ما تطلب.
بعد مرور سبعة أشهر، لم تحقق النيجر استقرارًا اقتصاديًا فحسب، بل استطاعت أيضًا وضع ميزانية دون مساعدة خارجية لأول مرة في تاريخها. وتتوقع الهيئات المالية الدولية الآن نموًا اقتصاديًا سريعًا في النيجر، مما يبرز أهمية الخبرة والتخصص في الإدارة الاقتصادية، كل هذا وهي لا تزال تحت العقوبات وأصولها مجمدة.
علي لمين زين، بعد الوصول إلى السلطة في النيجر قام بسلسلة من الإصلاحات الجذرية. قام بتحرير الإقتصاد، وتحدي الاتفاقيات الاستعمارية المتعلقة بالضرائب المزدوجة، مما ساهم في زيادة الإيرادات الضريبية وضبط الجمارك. وهذا وحده مكّن صندوق الميزانية من الصمود!
وعلى خلاف النمو الاقتصادي الكبير في عام 2022، الذي استفاد من عوائده الحزب الحاكم وأعضاؤه الفاسدون، تشير المؤشرات الحالية إلى أن البلاد ومشاريعها الجديدة ستكون هي المستفيد الرئيسي من العوائد الاقتصادية هذه المرة.
خبراء أنباء السوء من وسائل الإعلام الكاذبة ووكلائها الأفارقة عليهم أن يكونوا في حالة تأهب.
فأخشى أن تتراكم عليهم قريبًا الأخبار السيئة عن صحة إقتصاد النيجر ودول الساحل الأفريقية.
حان الأوان لتجاوز مرحلة الفقر والتقدم نحو مصاف الدول ذات الدخل المتوسط، فمع الإمكانيات الكبيرة المتاحة لدينا، لم تكن المعضلة يومًا في نقص القدرات، بل كانت دائمًا في سوء الإدارة!
أفريقياً من تحرر إلى تحرر
إدريس آيات
جامعة الكويت
المصدر/ صفحة الكاتب في التويتر X