في صباح 7 أكتوبر 2023، هاجمت فصائل فلسطينية، تتقدمها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قواعد عسكرية ومستوطنات بمحاذاة قطاع غزة، فقتلت وأسرت إسرائيليين، ردا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي المستمرة منذ عشرات سنين بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى. وأعتبر المسلمون بهذا اليوم يومًا من أيام ألله الخالدة، وأعظم يوم في التاريخ الإسلامي الحديث.
وبدعم غربي وأمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 حرب “إبادة جماعية” على غزة، أسفرت عن أكثر من 139 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وهذا اليوم، فقد اتضح بشكل كبير أن إسرائيل رغم تفوقها العسكري والتكنولوجي والاقتصادي هي دولة هشة، لم تصمد دفاعاتها وجيشها أمام بضعة مئات من المقاومين الفلسطينيين، حيث اصبح 7 اكتوبر أطول يوم في تاريخ إسرائيل، كما كشفت ضعف العدو الصهيوني الذي كان يوهم الجميع بأنه من اقوى الجيوش في العالم.
وايضا هو اليوم الذي أصبح واضحا فيه أن الإنسان مهما كان ضعيفا ومهما كانت قوة العدو، يستطيع أن يقاتل ويقاوم وينتقم من اعداءه، ويستطيع ان يأخذ حقه بالقوة.
كما يُعدّ يوم 7 اكتوبر، الكاشف الذي سمح للحقيقة أن ترى النور، وللأقنعة الكثيرة أن تسقط، بعد أن نسي العالم قضية فلسطين، وهو يوم ألذي جزى ألله فيه ألظالمين بما ظلموه من ظلم منذ زمن طويل، ويوم وضعت أحذية المطلومين على وجوه الطالمين.
وعلاوة علي ذلك، كشف هذا اليوم حقيقة موقف رؤساء الدول العربية والاسلامية من عملية حركة “حماس” عموما، ومن خذلان القضية الفلسطينية في أشد أوقاتها، كما اسقطت ورقة التوت التي كانت تغطي سوءات الأنظمة العربية والإسلامية العميلة التي سلّمت غزة واهلها فريسة للكيان الصهيوني.
والجدير بالذكر، أن بداية أحداث عملية 7 اكتوبر لم يكن يتخل أحدا، أن الحرب بين اليهود واهل غزة تستمر مدة سنة كاملة واكثر، بسبب فرق القوة الظاهرة ما بين ألكيان الصهيوني ألمدعوم بامريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وأكبر بنوك العالم ومعطم وسائل الاعلام العالمية، مع المحصورين في غزة، ولكن عملية طوفان الأقصي وصمود الفلسطينيين انتصر الحق وزهق الباطل، كما أعادت هذه العملية القضية الفلسطينية إلى الواجهة العالمية، وانكشفت الوجه القبيح لدولة الاحتلال ولداعميها وأذنابها.
ختاما، نحن نعيش في عالم لا يحترم سوى منطق القويّ، عالم مستعد أن يحرق المدينة بمن فيها من أجل أن يشعل سيجارته، عالم يدّعي التسامح، وإحترام القوانين وإستقلال الشعوب، وفي نفس الوقت لا يمارس القوانين إلا حسب المزاج وحسب الرغبة والمصلحة، وأن ما حدث في أوكرانيا التي يتباكى عليها رعاة الديمقراطية ودعاة الحرية يختلف عن ما يحدث اليوم في فلسطين، فأصبحت المصلحة هي ألتي تحكم، وحب الخير في الإنسان مشروط بمصلحة ما مع الأسف، وصرنا لا نعرف كيف نتعامل معهم.
فالقوة هي من تفرض إحترامك على الآخرين، فالضعيف ليس له مكان ولا وطن ولا حرية ولا كرامة، وهذا العالم الذي يحكمه الأقوياء لا يعترف الا بالأقوياء، ولا مكان فيه للضعفاء، فلذلك لا تبحث فيه عن العدالة، ولا تنهك نفسك، كن قويا يحترمك الجميع او كن ضعيفا سيقتلك الجميع.
وسيبقى 7 اكتوبر يوما عظيما في صحائف المجد والمقاومة، وكل عام والنصر حليف الاحرار.
عبدالشكور قوريري سهل
كاتب صومالي