مما لا شك فيه أن إثيوبيا تعاني من حروب ونزاعات داخلية خطيرة، ووردت اليوم أنباء عن انطلاق قادة أهم حركات المعارضة الإثيوبية إلى مقديشو للتنسيق مع الحكومة الصومالية بأفضل الطرق التي يمكن أن يستفيدوا منها في حربهم ضد حكومة أبي أحمد، في الوقت الذي تساند فيه إريتريا عسكريا وبقوة معارضة قومية الأمهرا ثاني أكبر القبائل في إثيوبيا بعد قومية الأورومو التي ينتمي لها رئيس الوزراء أبي أحمد، علما بأن قومية الأورومو نفسها لها حركات مسلحة ومعارضة لسياسات أبي أحمد.
ومما يجدر ذكره أن جبهة قومية التغراي كانت تتخذ من الصومال مقرا لها قبل غزوها على أديس أبابا وهزمت الجيش الإثيوبي في ١٩٩١م، وهو ما يبدو أن المعارضة الحالية تفكر بنفس المنطق، والصومال قادر على إلحاق أضرار بالغة إذا لم تتراجع إثيوبيا من خطوتها الأخيرة التي أبرمت فيها إتفاقية تعاون وتنسيق مع الإقليم الصومالي في هرجيسا، وتقدم إعتذارا رسميا لمقديشو كبادرة حسن النية ومجاملة دبلوسية عن ما اعتبرت الأخيرة بأنه تدخل وإعتداء سافر على الشؤون الداخلية الصومالية ومحاولة النيل من وحدة التراب وسيادة البلاد.
إذاً منطقة القرن الإفريقي مرشحة برمتها للحروب والقلاقل، ومقبلة على إنفجارات قد تكون لها مآلات خطيرة على الجميع طالما وأن رئيس الوزراء أبي أحمد يشجع على ما يبدو بحدوث مشاكل حقيقية في المنطقة باستقباله الأخير في الأيام القليلة الماضية لرأس التمرد في السودان حميدتي مخالفا بذلك رغبة الشعب السوداني وجيشه في عدم إستقبال هذا المتمرد وإظهاره بمظهر المظلوم والضحية لما يحدث حاليا من حروب طاحنة بينما في الحقيقة أنه هو من افتعلها وفجرها، وخان قيادته ووطنه بالتآمر المكشوف مع جهات خارجية لا تُكِن الخير ولا الإستقرار لهذا البلد، وكذلك احتضانها للمعارضة السودانية المعروفة إختصارا ب(قحت) وهي عبارة عن مجموعة من الشيوعيين والفاسدين والتي تتخذ من أديس أبابا مقرا لها بقيادة عبدالله حمدوك الذي إستقبل بدوره حميدتي بحفاوة.
إن منطقة القرن الإفريقي تحتاج في الوقت الحالي إلى السلام والتفاهم والإستقرار بغية الشروع في تنمية مستدامة وتبادل المنافع بين شعوبها أكثر من أي شيء آخر بدل إشعال حروب جديدة في هنا وهناك.
الأستاذ/ عبدالوهاب شيخ رشيد: حاجة منطقة القرن الإفريقي إلى السلام والإستقرار من أجل تنمية مستدامة
03 يناير 2024م