الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، أما بعد:
فمِمّا لا شكّ فيه أنّ السّمة الأبرز لأمّتنا الإسلاميّة، أنها أمّة التوحيد والوحدة، ومن المعلوم تاريخيًّا أنّ هذه الأمة لم تنتصر على أعدائها إلا يوم أن توحّدت راياتها، ولم تستطع أن تصل إلى هذه الوحدة إلا من خلال استمساكها بعقيدة التوحيد، وتمسكها بالرباط الأوثق في علاقات أبنائها وشعوبها، وهو رباط الأخوة والألفة، لا الفرقة والتنازع.
ونصوص الكتاب المجيد تنصّ على أنّ الخير كل الخير في توحيد الكلمة وكلمة التوحيد، منها قوله تعالى: ﴿ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 92]، وقوله جلّ شأنه: ﴿ وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ ﴾ [المؤمنون: 52]. شاء الله تعالى أن يجعل أمتنا أمة واحدة لا كيانات متناثرة وجماعات متصارعة.
إنّها أمّة الاعتصام، أمة واحدة في عقيدتها، في تديّنها، في غايتها، في أهدافها، واحدة في طموحاتها وأمانيها. ولذا جاءت الأوامر القرآنية بالوحدة والنهي عن الفرقة والاختلاف، يقول عزّ وجلّ: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُمْ مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [آل عمران: 103]، ويقول ناهيًا عن الافتراق: ﴿ وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [آل عمران: 105].
ويوم أن تفترق الأمّة الإسلامية وتختلف غاياتها وأهدافها، فلنعلم أن الشيطان قد أوقع بين أبنائها؛ فشتّت أهدافهم، وفرّق وحدتهم، وفرح بذلك شياطين الإنس في كل مكان، قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنْتُم مُّنتَهُونَ ﴾ [المائدة: 91].
ومن أجل تحقيق هذه الأخوة وتلك الوحدة، فرض الله تعالى عددًا من الشعائر الجامعة للأمة، منها صلاة الجماعة وفرض الصيام، وفريضة الحج، وهي العبادة الأكبر في تاريخ الأمّة الإسلامية، بل هي أمّ العبادات التي جمعت كل العبادات بداخلها، مادية وبدنية ومعنوية… وها هو نبينا صلى الله عليه وسلّم في آخر كلمات خطبة الوداع يقول للناس محذِّرًا: «إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم». والتاريخ خير شاهد على أثر الفرقة في الأمة، فقد سقطت الأندلس، وضاعت فلسطين، وغيرهما كثير.
ولأنّ الأمّة اليوم أحوج ما تكون إلى الوحدة والتآلف، ومناسبة لحدث المؤتمر السنوي للأمة الإسلامية (الحج) في البيت الحرام، يأتي حديثنا اليوم تحت عنوان: «الحج ووحدة الأُمّة». وعناصر اللقاء على النحو التالي.
عناصر الخطبة:
تذكّرت ونتذكر سويا الآن هذا المشهد البديع يوم أن جمع من المسلمين قرابة 100.000 مسلم ومسلمة في السنة العاشرة من الهجرة، في بيت الله الحرام، ووقف رسولنا الكريم خطيبًا في الناس يناديهم وينادي على قلوبهم، ويجمع بين أفئدتهم، فكانت قلوبهم متآلفة، وأفئدتهم متعانقة، أمة واحدة كما أرادها الله تعالى.
ثم عُدت إلى مشهد أمتنا اليوم وهي ممزقة الأشلاء، مفرقة الأواصر، مشتتة الأهداف والطموحات، جراحات كثرت، وآلام تناثرت هنا وهناك، مشهد مفزع قاتم السواد، حين تتحول هذه الأمة من الوحدة إلى الفرقة والأصل أن يكون العكس هو الصواب.
فلا أقلّ أن نعود إلى الوحدة الإسلامية ولذا تأتي عناصر اللقاء في الآتي:
أولا: مفهوم الوحدة الإسلامية للمسلمين.
ثانيًا: مشاعر الحجّاج وشعائر الحجّ.
ثالثًا: أهمية الوحدة في تاريخ الأُمّة.
رابعًا: الرسول الكريم والدعوة إلى الوحدة.
خامسًا: مظاهر وحدة المسلمين في رحلة الحجّ المباركة.
سادسًا: كيف نعيد الوحدة إلى الأُمّة من جديد؟.
أولا: مفهوم الوحدة الإسلامية للمسلمين:
ويقصد بالوحدة الإسلامية:
اجتماع المنتسبين إلى الرسالة الإسلاميّة على أصول دينهم وقواعده الكلية، وعملهم لإعلاء كلمة الله ونشر دينه، وبذلك يحققون معنى الأُمّة الخيرية التي أرادها الله وقدّر لها مكانتها كما في قوله تعالى: ﴿ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [سورة آل عمران: 110]. وقد وصف الله تعالى المسلمين في الآية الكريمة بأنهم خير أمة، وذكر موجبات تلك الخيرية وهي: الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والإيمان بالله تعالى، وأتى بجميعها على صيغة الجمع ليدل على وجوب اجتماعهم واتفاقهم.
ثانيًا: مشاعر الحُجَّاج وشعائر الحجّ:
يعيش المسلمون في هذه الأيام في بقاع الأرض المختلفة موسمًا هو أعظم مواسم الخير في حياة الأمّة على الإطلاق؛ حيث تجتمع القلوب، وترتفع نبرات الحناجر ملبيةً لله تعالى بالتوحيد، وإن لهذا الموسم مقاصد عدّة، ومن بينها توحيد كلمة المسلمين، وقد غاظ -وما زال- أعداء الأمة ذلكم المشهد البديع الذي يجتمع فيه المسلمون في صعيد واحد، داعين ربًّا واحدًا، طالبين منه شيئًا واحدًا وهو مغفرة الذنب، ووحدة صفّ الأمّة….
ولذا تتميز عبادة الحجّ عن غيرها من العبادات؛ فهي عبادة الزمان والمكان، والحج عبادة البدن والمال والمعنى، وهو عبادة الفعل والترك، كما أنّ الحجّ مدرسة بما تعنيه الكلمة؛ فهجرة ومجاهدة وتعظيم لشعائر الله، وبراءة من الشرك وأهله.
إنّ فريضة الحج -أيها المسلمون- تذكرنا بوحدتنا التي جمعت بين القلوب والأفئدة يومًا من الأيّام، يوم أن كان صهيب الرومي وسلمان الفارسي وسعد بن الربيع الأنصاري وعبدالرحمن بن عوف المهاجري المكي، كانوا جميعًا إخوانا متحابين متعاونين ومتآلفين، رغم اختلاف بلادهم وأجناسهم ولغاتهم… وصدق القائل حين قال:
هذا هو الإسلام الذي وحّد بين المسلمين جميعًا بما أوجب عليهم من الإيمان برب واحد، والخضوع لإله واحد، واتباع كتاب واحد، وشرع واحد، وبما جعل للأمة الإسلامية على تعدد أفرادها من هدف واحد، وتفكير واحد، ونهج واحد، وبما طبع عليه المسلمين من آداب واحدة، وسياسة واحدة، وسلوكٌ واحد، وأمرٌ لا يختلف عن أصوله اثنان. فمن ثوابت الأمة الإسلامية أنها أمة واحدة، في كل شيء.
ومن شعائر الحجّ:
التجرّد لله تعالى من كل ما يعلق بالنفس من شرك أو إثم.
إعلان كلمة التوحيد لله تعالى، في أرجاء المعمورة.
الدعوة العملية والتطبيقية لتوحيد الصف المسلم.
ثالثًا: أهمية الوحدة في تاريخ الأُمّة:
بالتأمّل في كتاب الله العزيز وسنّة نبيه الكريم وفي تاريخ الأُمّة الإسلامية نرى أنّ الوحدة كان لها الدور الأبرز في نصر الأمة وعزتها وتحقيق كرامتها، بل وتبليغ الرسالة الإسلامية في الآفاق إلى كل الدنيا، ومن بين فوائدها وأهميتها أنها:
1-هي شرط النصر والتمكين.
2- وهي سبب لإذلال أعداء الأُمّة، الذين يتنادوْن: ((فرِّق تسُدْ)).
3- لا قيام لمصالح المسلمين في الدين والدنيا إلا بوحدتهم واجتماع كلمتهم على الحق.
4- فيها ائتمار بما أمر الله به، واتباع صادق لما جاء به رسول الله وبُعِث من ربه جلّ في عُلاه.
5- وهي سببٌ في بقاء القوّة، وضدّ الوحدة الفرقة، وهي سبب في ذهاب القوة وفشل الأُمّة.
6- وبالوحدة تتوصل الدولة المسلمة إلى نهضة حيوية شاملة في جميع مرافق الحياة، وتصبح عزيزة الجانب مرهوبة السُّلطان.
7- وتحقيق المصالح الأساسية للشريعة الإسلامية.
8- والوحدة تحقق للمسلمين تسامياً فوق الاعتبارات الإقليمية الضيقة.
فمِن زاوية التاريخ نرى أنه قد انتصر الإسلام في جميع عهوده التي كان المسلمون فيها متحدين متآخين، فبدأ الرسول صلّى الله عليه وسلم بالمؤاخاة الفعلية بين المسلمين، ثم حقَّق لهم معنى الإخَاء الأكبر الدائم فيما بينهم، وصار العرب بفضل الإسلام كتلة واحدة بعد أن كانوا في الجاهلية قبائل متفرقة تمزقهم العداوات والأحقاد والإحن القديمة: ﴿ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾[الأنفال: 63].
ولم يتمكَّن المسلمون من القضاء على أعدائهم بعد النبي عليه السلام إلا بوحدة الصف وتوحيد الهدف، كما حصل مثلاً في وقعة اليرموك وفي حرب المغول والتتار وانتصار المسلمين في موقعة عين جالوت، وفي معركة حطين وطرد الصليبيين من بلاد المشرق وفتح بيت المقدس.
رابعًا: الرسول الكريم والدعوة إلى الوحدة
التأكيد على أنّ الله يرضيه الوحدة ويكره لنا الفرقة، فيقول صلى الله عليه وسلم: «إن الله يرضى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا فيرضى لكم: أن تعبدوه، ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، ويكره لكم: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال».
ويؤكّدها رسولنا الكريم مرارًا وتكرارًا بأنّ «المُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا».
بل جعل حقيقة الإيمان في الترجمة العملية للإخاء بين المسلم وأخيه الإنسان في أيّ مكان، فوجدناه صلى الله عليه وسلّم يقول: «مَثَلُ المُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الجَسَدِ الوَاحِدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى».
ويضع النبي الميزان الحقيقي للأخوة الإسلامية بكفّ الأذى وقضاء حوائج الناس، والسعي في سترهم وتفريج كربهم، فيقول عليه الصلاة والسلام: «المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ، لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ، مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ، كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ»، وقوله: «المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ، لاَ يَظْلِمُهُ، وَلاَ يَحْقِرُهُ، وَلاَ يَخْذُلُهُ، كُلُّ المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ – التَّقْوَى هَاهُنَا، التَّقْوَى هَاهُنَا، التَّقْوَى هَاهُنَا، يُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثًا، بِحَسْبُ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ المُسْلِمَ»، وقوله: «المُؤْمِنُ مِرْآةُ المُؤْمِنِ، وَالمُؤْمِنُ أَخُو المُؤْمِنِ، يَكُفُّ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ، وَيَحُوطُهُ مِنْ وَرَائِهِ»، وقوله: «مَنْ لاَ يَرْحَمْ لاَ يُرْحَمْ».
خامسًا: مظاهر وحدة المسلمين في رحلة الحجّ المباركة:
ووحدة المسلمين في الحج تشمل عدة مظاهر من الوحدة يتعايش الناس على ضوئها:
1- وحدة الأصل الإنساني والقضاء على فكرة الحدود الجغرافية: قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [الحجرات: 13]، وفي الحديث «ألا لا فَضْل لعربيّ على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى».
2- وحدة العقيدة والدين: قال الله تعالى: ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾ [البقرة: 285]. فنحن أصحاب عقيدة واحدة لا تعدّد فيها ولا تناقض أو اختلاف.
3- وحدة الزمان والمكان، قال تعالى: ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ﴾ [البقرة: 197]، ويقول جلّ شأنه: ﴿ جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ ﴾ [المائدة: 97]، وقوله أيضاً: ﴿ وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ﴾ [البقرة: 125].
4- وحدة في الشرائع والشعائر: فهي شريعة الحج بطوافها وسعيها وندائها… كله واحد ولا اختلاف فيه..
5- وحدة في الشكل والمظهر، وتتجلى في لباس الإحرام المكون من إزار ورداء أبيضين هو لباس كل الحجيج استعاضوا به عن لباسهم المعتاد في حياتهم العادية.
6- وحدة في النداء والتلبية: [لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك].
سادسًا: كيف نعيد الوحدة إلى الأُمّة من جديد؟
1-كلمة التوحيد قبل توحيد الكلمة.
2- الاتفاق على القواسم المشتركة.
3- الإحساس بالهموم والعمل على تفريج كرب المكروبين.
4- تفعيل مقومات الوحدة للأمة من العقيدة واللغة والتوجه.
5- توحيد قضايا الأمة والعمل على نصرتها.
6- تفعيل مبادئ وآداب الخلاف بين أبناء المجتمع المسلم.
7- التذكير بالآخرة وثواب المتآخين يوم القيامة.
فيا أمة الإسلام: لنتعلّم من الحج كيف نتّحد، ونوثّق أواصرنا، وننسى خلافاتنا, ولنجعل ديدَنُنَا أن نجتمع على كلمة سواء، فلن يجمع شملنا، ويرفع كلمتنا، ويعيد مجدنا شيء مثل اجتماعنا على كلمة التوحيد الصافية النقية، وليكن نبراسنا التي نستضيء به قوله سبحانه: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ [آل عمران: 103].
ووالله إن مشهد الحجيج ليبعث في النفوس الأمل أن تعود الأمة صفاً واحداً، تنطق من مشكاة واحدة، وتستند إلى مرجعية واحدة، وعزاؤنا أنه: ﴿ وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ ﴾ [إبراهيم: 20].
تاريخ الإضافة: 28/9/2014 م
المصدر/ الحج ووحدة الأمة (alukah.net)