مقدمة: هاجمت حركة حماس إسرائيل في 7 أكتوبر، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص. وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “بسحق وتدمير” حماس بعد ذلك الهجوم المفاجئ، وبالفعل شنت القوات الإسرائيلية غارات جوية على غزة، وبحسب مسؤولي الصحة الفلسطينيين فإن حصيلة الضربات الإسرائيلية على غزة ارتفعت منذ أيام إلى أكثر من 3700 قتيل[1].
كما لم تتوقف إسرائيل عن إعلان أن خطوتها التالية هي شنّ هجوم بري كانت قد حشدت له عشرات الآلاف من قواتها بالقرب من الحدود مع غزة، المنطقة الحضرية المكتظة بالسكان. وفي المقابل من المتوقع أن تنقل حماس جزءًا من المعركة في الداخل الإسرائيلي من وسائل متعددة من أهمها الأنفاق، التي يُعتقد أن بعضها يمتد إلى داخل إسرائيل، مما سيسمح لمقاتلي الحركة بالتحرك دون عوائق كبيرة ونصب كمين للقوات الإسرائيلية من الخلف، أثناء تحركهم عبر شمال غزة[2].
وكمعظم الحروب، يبدو من التحليلات المبدئية أن عملية “طوفان الأقصى”، والرد الإسرائيلي عليها ستُشكل، مفترقَ طرق جيوسياسيًّا ليس في فقط في الشرق الأوسط، بل في العالم كله. حيث أظهرت هذه الحرب من خلال ردود الأفعال الدولية أبرز معالم خريطة التحالفات والعداءات التي ستشكل ملامح عالم ما بعد كورونا والحرب الروسية الأوكرانية[3].
تهدف هذه الدراسة إذن، إلى محاولة رصد أبرز معالم الجغرافيا السياسية للحرب في غزة حتى تاريخه. ولتحقيق هذا الهدف تنقسم الدراسة إلى رصد أبرز ردود الفعل الدولية على هذه الحرب وعلى أبرز أحداثها، مثل قصف المستشفى الأهلي المعمداني، أو ما يتصل بها من قضايا مثل التهجير ثم استشراف المآلات الجيوسياسية لهذه الحرب.
أولًا- ردود أفعال قد تعكس التوجهات الجيوسياسية
- أبرز ردود الفعل الدولية على الحرب
ويمكن تلخيص مواقف كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا وكندا فيما يأتي: “نقر جميعنا بالتطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني وندعم اتخاذ تدابير متساوية من العدالة والحرية للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، ولكن لا يخطئ أحد في أن حماس لا تمثل هذه التطلعات ولا تقدم للشعب الفلسطيني شيئًا سوى المزيد من الإرهاب وسفك الدماء. سنبقى متحدين ونواصل التنسيق كحلفاء وكأصدقاء مشتركين لإسرائيل في خلال الأيام المقبلة، وذلك لضمان أن تتمتع إسرائيل بقدرة الدفاع عن نفسها ولتهيئة الظروف للمزيد من السلام والتكامل في منطقة الشرق الأوسط في نهاية المطاف”[4].
وفي أحداث التفاعلات حول الحرب في غزة قال البيت الأبيض في بيان: إن بايدن تحدث إلى قادة بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، بعد مباحثات أجراها في شكل منفصل مع البابا فرنسيس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وأضاف البيان أن “القادة أكدوا مجددًا دعمهم لإسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها ودعوا إلى التقيّد بالقانون الإنساني الدولي، بما في ذلك حماية المدنيين”. كما تعهدوا بتنسيق دبلوماسي وثيق “لمنع انتشار النزاع والحفاظ على الاستقرار في الشرق الأوسط والعمل من أجل التوصل إلى حل سياسي وسلام دائم”[5].
من ناحيتها ومنذ اللحظات الأولى وأكدت الصين أنها تشعر بقلق عميق جراء التصعيد الحالي للتوترات والعنف بين فلسطين وإسرائيل، وأنها تدعو الأطراف المعنية إلى التزام الهدوء وضبط النفس وإنهاء الأعمال العدائية فورًا لحماية المدنيين ومنع تدهور الوضع أكثر. كما أنها أكدت أكثر من مرة أن الاشتباكات المتكررة بين إسرائيل وفلسطين تظهر مرة أخرى أن الجمود الذي طال أمده في عملية السلام لا يمكن أن يستمر، وأن المخرج الأساسي من الصراع يكمن في تنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطين المستقلة. كما أكدت الصين أن على المجتمع الدولي أن يتحرك بسرعة أكبر ويزيد من إسهاماته في القضية الفلسطينية ويسهل الاستئناف المبكر لمحادثات السلام بين فلسطين وإسرائيل ويجد وسيلة لتحقيق السلام الدائم، وأن الصين ستواصل العمل بلا هوادة مع المجتمع الدولي لتحقيق هذه الغاية[6]. كما أفادت وسائل إعلام رسمية صينية، نقلًا عن مبعوث الصين الخاص، تشاي جون، إلى الشرق الأوسط، بأن بكين ترى أن الوضع في غزة “خطير للغاية” مع تزايد احتمال وقوع هجوم بري على نطاق كبير، وسط نظرة مستقبلية “مثيرة للقلق” في ظل انتشار الصراعات المسلحة على الحدود على أكثر من جبهة [7].
أما على الجانب الروسي فحرب غزة كانت هدية من ذهب للرئيس الروسي بوتين من جانب، لتصعيد حملته السياسية على الغرب، ومن جانب آخر لخفض وتيرة الاهتمام العالمي بالحرب الروسية الأوكرانية، ومن جانب أخير استثمار الموقف الأوكراني الموالي لإسرائيل للتشكيك في شرعية القضية الأوكرانية[8].
كان أول تعليق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد ركّز على «فشل سياسات واشنطن في الشرق الأوسط: «احتكرت الولايات المتحدة القرار بشأن التسوية، وأبعدت الأطراف الأخرى، ماذا كانت النتيجة؟ فشلت في تطبيق القرارات الدولية ووضع حد للمواجهة المتفاقمة وأسفرت سياساتها عن الوضع الحالي». كما انتقد بوتين الوعود الأمريكية الكثيرة بـ «رخاء اقتصادي» في مقابل التنازل عن حقوق وطنية، وقال إن هذه الوعود لم تنجح في إقناع شعب فلسطين بإنهاء جوهر المشكلة التي تقوم على احترام حقه في بناء دولته وتقرير مصيره.. وكل ما تلا ذلك من تصريحات ودعوات جاء في هذا الإطار[9]. وعندما سُئل الرئيس الروسي في ندوة حوارية عن موضوع التهجير، فقال: «إلى أين يذهبون؟ (…) هذه أرضهم». عبارة أخرى تعكس دقة الموقف الروسي في التعامل مع الملف، وفقًا لمدخل مبدئي، لكنها لم ترتبط بإعلان موقف جدّي من جانب روسيا لعرقلة التحرك الإسرائيلي، المستند كما يبدو إلى غطاء غربي شامل انطلاقًا من حق إسرائيل في «الدفاع عن نفسها»[10].
من جانبها، صرحت الهند على لسان رئيس الوزراء ناريندرا مودي بأنها صُدِمت “بشدة من أنباء الهجمات الإرهابية في إسرائيل. أفكارنا وصلواتنا مع الضحايا الأبرياء وعائلاتهم. ونحن نتضامن مع إسرائيل في هذا الوقت العصيب”[11].
وبحسب معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، أدانت 44 دولة على الأقل حركة حماس، وشجبت تكتيكاتها بأنها إرهابية، لكن دولًا في المنطقة ألقت بالمسؤولية على إسرائيل وأدانتها بشكل مباشر، كما أن هناك دولًا أدانت كل أشكال العنف بغض النظر عن مرتكبها. كما أن دولًا أخرى لم تعلن موقفها علانية، ودولًا أخرى ساندت حماس، كما تبين الخريطة التالية[12]:
- أبرز ردود الفعل الفورية على قصف المستشفى الأهلي المعمداني[13]
منظمة الصحة العالمية |
أدانت “بشدة” الغارة التي استهدفت المستشفى، وقالت المنظمة، في بيان: “المستشفى كان جاهزًا للعمل، والمرضى ومقدمو الرعاية الصحية والنازحون كانوا يحتمون به، وتشير التقارير الأولية إلى سقوط مئات القتلى والجرحى”. |
الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط |
أدان قصف المستشفى، قائلًا في تغريدة عبر حسابه في منصة إكس (تويتر): “أي عقل من جهنم ذلك الذي يقصف مستشفى بنزلائه العزل عن عمد؟ آلياتنا العربية توثق جرائم الحرب ولن يفلت المجرمون بأفعالهم. لابد للغرب أن يوقف هذه المأساة وفورًا”. |
مصر |
أدانت قصف المستشفى، قائلة إن “هذا القصف المتعمد لمنشآت وأهداف مدنية (يعد) انتهاكًا خطيرًا لأحكام القانون الدولي والإنساني، ولأبسط قيم الإنسانية”، مطالبة دول العالم بمطالبة إسرائيل “بالتوقف عن استهداف محيط معبر رفح لتمكين مصر ومن يرغب من باقي الدول والمنظمات الدولية والإغاثية لإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة في أسرع وقت”. |
الأردنية |
وصف العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني القصف بأنه مجزرة وجريمة حرب نكراء لا يمكن السكوت عنها، وأنه “على إسرائيل أن توقف عدوانها الغاشم على غزة فورًا، الذي يتنافى مع القيم الإنسانية والأخلاقية، ويشكل خرقًا فاضحًا لقواعد القانون الدولي الإنساني”.
|
وزارة الخارجية السعودية |
صرحت بأن المملكة العربية السعودية تدين القصف الإسرائيلي على المستشفى، وأضافت أن “هذا التطور الخطير يفرض على المجتمع الدولي التخلي عن ازدواجية المعايير”. وطالبت بفتح ممرات آمنة فورًا لإرسال المساعدات إلى غزة. |
تركيا |
عبرت وزارة الخارجية التركية عن شعورها بـ “غضب كبير” وإدانتها “الهجمات الوحشية” بعد استهداف مستشفى المعمداني في غزة. |
الإمارات |
أدانت الهجوم الإسرائيلي على المستشفى ودعت إلى وقف فوري للعنف، ثم دعت مع روسيا، إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن. |
على الجانب الآخر، أيد الرئيس الأمريكي جو بايدن الرواية الإسرائيلية حول قصف مستشفى غزة (أن سببه ” الفريق الآخر، وليس الإسرائيليين”.) مظهرًا دعمه لإسرائيل في حربها ضد حركة حماس، فيما أكد نتنياهو أنه يتعين على الغرب توحيد الجهود من أجل هزيمة “الشر المطلق” الذي تمثله حماس[14].
من جانبهما، هناك أنباء متداولة حول تبرئة فرنسا وكندا لإسرائيل من قصف المستشفى، فصرحت وزارة الدفاع الوطني الكندية بأن إسرائيل ليست المسؤولة عن قصف المستشفى الأهلي العربي في غزة[15].
- أبرز ردود الفعل على المطالبة الإسرائيلية بتهجير سكان غزة[16]
السلطة الفلسطينية |
قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنه يرفض التهجير القسري لسكان قطاع غزة، وحذر من “نكبة ثانية”. |
الأردن |
حذّر ملك الأردن عبد الله الثاني من أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من جميع الأراضي الفلسطينية، أو التسبب في نزوحهم، وأكد على ضرورة عدم ترحيل الأزمة إلى دول الجوار، و”مفاقمة قضية اللاجئين. |
مصر
|
– حذرت وزارة الخارجية المصرية من دعوة الجيش الإسرائيلي إلى مغادرة أكثر من مليون من سكان قطاع غزة منازلهم والتوجه جنوبًا، وقالت في بيان، إن هذا الإجراء سيشكل “مخالفة جسيمة لقواعد القانون الدولي الإنساني، وسوف يعرض حياة أكثر من مليون فلسطيني وأسرهم لمخاطر البقاء في العراء دون مأوى، في مواجهة ظروف إنسانية وأمنية خطيرة. – كما جدد الرئيس المصري أكثر من مرة رفضه التهجير القسري للفلسطينيين، وحمّل إسرائيل مسؤولية إغلاق معبر رفح. |
الجامعة العربية
|
قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن مطالبة إسرائيل لسكان شمال قطاع غزة بالانتقال إلى جنوبه، يعدّ جريمة حرب جديدة، مؤكدًا أن اتفاقية جنيف الرابعة تحظر على الاحتلال النقل القسري للسكان. |
حماس
|
قالت حركة حماس في بيان، إن “شعبنا الفلسطيني المرابط يرفض تهديد قادة الاحتلال، ودعوته لهم في غزة إلى ترك منازلهم والرحيل عنها إلى الجنوب، أو إلى مصر”. |
تركيا
|
ندّدت وزارة الخارجية التركية بطلب إسرائيل من سكان مدينة غزة إخلاء منازلهم، وقالت، إنه أمر غير مقبول بأي شكل من الأشكال. |
الأمم المتحدة
|
– طالبت الأمم المتحدة إسرائيل بإلغاء دعوتها إلى إخلاء منازل شمال قطاع غزة. – قال الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إنه من المستحيل أن يحصل مثل هذا النزوح للسكان، دون التسبب في تبعات إنسانية مدمرة. – دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إسرائيل إلى تفادي كارثة إنسانية |
ويبدو من التحليل الأولي أن مسألة تهجير الفلسطينيين لسيناء لم تشغل بال القوى الغربية بالقدر الكافي، مما أزعج الجانب العربي أكثر وخصوصًا دولتي الجوار مصر والأردن.
ثانيًا- السيناريوهات الجيوسياسية:
سيناريوهات الصراع
ركزت الأدبيات المنشورة حتى الآن، حول مستقبل هذه الحرب، على استشراف سيناريوهات العملية العسكرية الإسرائيلية ضد غزة، كما يلي:
السيناريو الأول، تصعيد عسكري إسرائيلي يشمل شن حملة برية واسعة داخل القطاع.
السيناريو الثاني، تصعيد عسكري إسرائيلي من دون حملة برية.
السيناريو الثالث، تراجع التصعيد العسكري وبداية المباحثات حول وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن والمختطفين[17].
ومن جانبنا سيتركز الاستشراف أكثر على الجانب الجيوسياسي، حيث إن هناك ثلاثة سيناريوهات محتملة:
- حرب محصورة إلى حد كبير بين غزة وإسرائيل، وهو أقل السيناريوهات تكلفة على المستوى الجيوسياسي[18].
- حرب بالوكالة متعددة الأطراف، وفي هذا السيناريو يمكن أن تنخرط الجماعات المسلحة من غير الدول في هذه الحرب، مثل “حزب الله” – المدعوم من إيران وهو لاعب قوي في لبنان- كفاعل رئيسي. وفي هذه الحالة يمكن أن يمتد الصراع إلى لبنان وسوريا، حيث تدعم إيران أيضًا جماعات مسلحة. وعندئذ ستتحول الاشتباكات فعليًّا إلى حرب بالوكالة بين إيران وإسرائيل. وفي هذا الصدد يقول يائير غولان، نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق: “إيران وحزب الله يراقبان ويقيّمان الوضع.. إذا انضم حزب الله إلى الحملة، فإن التوقيت قد يكون بعد بدء عملية برية في غزة”[19].
- حرب إقليمية مباشرة
اشتعال صراع مباشر بين إيران وإسرائيل أو بين إسرائيل ودول عربية مجاورة نتيجة لسياسية التهجير القسري إليها، وهو سيناريو منخفض الاحتمال، لكنه خطير إذا حدث. وفي هذا السياق قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين: إن خطر اتساع نطاق الحرب بين إسرائيل وغزة “حقيقي”، وأضافت في كلمة بمعهد هدسون في واشنطن، أن الحوار بين إسرائيل ودول الجوار يجب أن يستمر. وقالت: “نرى شوارع العرب يملؤها الغضب في أنحاء المنطقة… ومن ثم فإن خطر الاتساع إقليميًّا حقيقي”[20].
الخاتمة
يبدو أن الآمال التي كانت معقودة على شرق أوسط أكثر استقرارًا أصبحت في مهب الريح. تلك الآمال التي عززها التقارب بين السعودية وإيران، ومعاهدات السلام بين إسرائيل والعديد من الدول العربية – مع احتمال أن تحذو المملكة العربية السعودية حذوها.
من جانبها ربما ترى إسرائيل أن هذه الحرب ليست ضد حماس فقط، بل هي ضد كل الأطراف التي أظهرت معادة لها في هذه الحرب الأخيرة، لذلك تستهدف إسرائيل حربًا مدمرة في قطاع غزة؛ سعيًا لترميم منظومة الردع المشكوك فيها بعد العملية التي شنَّتها حركة حماس. ومن جانب آخر، تحمل هذه الحرب رسالة من إسرائيل مفادها أنها لا تكترث بغير أمنها، حتى ولو على حساب دول أخرى؛ ما سيؤثر -بلا شك- ليس فقط على استعداد مزيد من دول الإقليم لعقد اتفاقيات تطبيع مع إسرائيل، بل على متانة واستدامة اتفاقات السلام التي عقدت معها حتى الآن[21].
من جانب آخر، يمكننا القول إنه في مقابل الموقف الغربي شبه الموحد والمساند لإسرائيل، كان هناك موقف عربي شبه موحَّد مساند للقضية الفلسطينية، دون الوقوع في فخ اختصارها في حماس أو في غزة.
كما أوضحت الحرب في غزة بعد حرب أوكرانيا، أكثر من أي وقت مضى، اتساع الهوة في المواقف بين الغرب وما بات يسمى “الجنوب العالمي”؛ أي الدول التي كانت وُصفت بالنامية والتي باتت أقرب إلى الموقفين الروسي والصيني.
كما أنه من المتعارف عليه أن الحروب هي إحدى أهم الديناميات التي تغير الجغرافيا والجغرافيا السياسية، وتترك الأثر الأكبر على خريطة العالم. والسؤال الذي طرحته مذيعة قناة الجزيرة على خالد مشعل خير مثال على ذلك: هل دخلت حماس التاريخ وخرجت من الجغرافيا[22]؟
مما سبق يكتسب السؤال البحثي لهذه الدراسة مشروعيته في الطرح: الجغرافيا السياسية للحرب في غزة.. مفترق طرق جيوسياسي؟ والإجابة عنه بشكل أعمق تستوجب دراسات قادمة.
[1] رئيسة المفوضية الأوروبية: خطر اتساع نطاق الحرب بين إسرائيل وغزة “حقيقي”، الحرة، 20 أكتوبر 2023،
[2] https://www.bbc.com/arabic/articles/c0j99lk81kwo
[3] DUMONT Gérard-François, « Israël, Territoires palestiniens : quels scénarios géopolitiques possibles ? Entre guerre ou utopie », Les Analyses de Population & Avenir, 2023/5 (N° 47), p. 1-36. DOI : 10.3917/lap.047.0001. URL : https://www.cairn.info/revue-analyses-de-population-et-avenir-2023-5-page-1.htm
[4] كليري والدو، غابرييل إبستين، سيدني هيلبوش، هارون ي. زيلين، ردود الفعل الدولية تجاه هجوم “حماس” على إسرائيل، معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، 11 أكتوبر 2023،
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/rdwd-alfl-aldwlyt-tjah-hjwm-hmas-ly-asrayyl
[5] الصين: مستعدون لدعم كل ما يؤدي لوقف النار في غزة، العربية، 23 أكتوبر 2023،
[6] كليري والدو، غابرييل إبستين، سيدني هيلبوش، هارون ي. زيلين، ردود الفعل الدولية تجاه هجوم “حماس” على إسرائيل، معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، 11 أكتوبر 2023،
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/rdwd-alfl-aldwlyt-tjah-hjwm-hmas-ly-asrayyl
[7] الصين: مستعدون لدعم كل ما يؤدي لوقف النار في غزة، العربية، 23 أكتوبر 2023،
[8] رائد جبر، حرب غزة… ورقة بوتين لتصعيد حملته السياسية على الغرب، الشرق الأوسط، 13 أكتوبر 2023،
[9]المرجع السابق.
[11] كليري والدو، غابرييل إبستين، سيدني هيلبوش، هارون ي. زيلين، ردود الفعل الدولية تجاه هجوم “حماس” على إسرائيل، معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، 11 أكتوبر 2023،
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/rdwd-alfl-aldwlyt-tjah-hjwm-hmas-ly-asrayyl
[12]كليري والدو، غابرييل إبستين، سيدني هيلبوش، هارون ي. زيلين، ردود الفعل الدولية تجاه هجوم “حماس” على إسرائيل، معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، 11 أكتوبر 2023،
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/rdwd-alfl-aldwlyt-tjah-hjwm-hmas-ly-asrayyl
[13] بعد مقتل المئات.. أبرز ردود الفعل تجاه قصف مستشفى الأهلي المعمداني في غزة، سي إن إن العربية، 17 أكتوبر 2023
https://arabic.cnn.com/middle-east/article/2023/10/17/al-ahli-baptist-hospital-in-gaza-struck
[14] بايدن يتبنى الرواية الإسرائيلية عن قصف مستشفى غزة، dw، 18 أكتوبر 2023،
[15] كندا تقول إن إسرائيل لم تقصف مستشفى الأهلي العربي في غزة، SWI swissinfo، 22 أكتوبر 2023
[16] أبرز ردود الفعل على المطالبة الإسرائيلية بتهجير سكان غزة، الجزيرة، 14/10/2023،
[17] وحدة الدراسات الإسرائيلية والفلسطينية، مفترق طرق استراتيجي؟ سيناريوهات التصعيد العسكري بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، مركز الإمارات للسياسات، 12 أكتوبر 2023،
[18] Ziad Daoud, Galit Altstein, and Bhargavi Sakthivel, Wider War in Middle East Could Tip the World Economy Into Recession, Bloomberg, October 13, 2023
[19] كفاية أولير، حرب أوسع في الشرق الأوسط تنذر بتعطيل الاقتصاد العالمي، independentarabia، 15 أكتوبر 2023،
[20] https://www.alhurra.com/arabic-and-international/2023/10/20/%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%81%D9%88%D8%B6%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%AE%D8%B7%D8%B1-%D8%A7%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D8%B9-%D9%86%D8%B7%D8%A7%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D9%88%D8%BA%D8%B2%D8%A9
[21] وحدة الدراسات الإسرائيلية والفلسطينية، مفترق طرق استراتيجي؟ سيناريوهات التصعيد العسكري بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، مركز الإمارات للسياسات، 12 أكتوبر 2023،
[22] مقابلة خاصة مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الخارج، العربية، 20 أكتوبر 2023.
https://www.youtube.com/watch?v=cE6lUOHNGxU
المصدر/ Trends Research