معطيات كثيرة تؤشر أن الولايات الأمريكية المتحدة تسعى لتحويل نتائج طـ.وفان الأقـصى لصالح المشروع الصهـوني الأمريكي وذلك برسم شرق أوسط جديد يقوم على ثلاث ركائز:
أولا – حل الدولتين: وهو الحل الذي كان قد تخلى عنه العالم بأسره، وتخلت عنه الدول العربية بتوجهها للتطبيع دون قاعدة انسحاب الكيان من كل أراضي 67 (القدس، غزة، الضفة، الجولان)، وهو الحل الذي ألغاه كل الساسة الإسرائيليين قبل ط..وف..ان الأق..صى، ودمره الكيان بتوسيع المستوطنات في الضفة والق..د..س وته..ويد القدس. ولكن هذا الحل رجع بقوة وتبناه العالم بأسره من جديد وجزء من ساسة الكيان.
غير أن حل الدولتين في صورته الجديدة غير الحل الذي اشترطه الإجماع العربي والمتوقع أن الصورة الجديدة تكون في صالح إسرائيل من خلال مساحة جغرافية أقل، ودون حق العودة، ودولة فلسطينية منزوعة السلاح وتقسيم زماني ومكاني للمسجد الأقصـ.ى.
ثانيا – التطبيع مع السعودية دون اشتراط قاعدة حدود 67 بالرغم من أن المبادرة العربية للسلام أطلقها العاهل السعودي الملك عبد الله وتبنتها الدول العربي بالإجماع في لقاء الجامعة العربية ببيروت عام 2002.
والمقصود بالتطبيع مع السعودية هو كسر الحاجز نهائيا ليلتحق بالسعودية كل العالم العربي والإسلامي وفتح كل القنوات الرسمية العربية مع الكيان وإلحاق المنطقة كلها بالمحور الغربي الأمريكي وإبعاده عن المحور الشرقي الصيني -الروسي، وجعل دولة الكـ..يان هي محور المشروع مجددا بضمان تفوقها العسكري والاقتصادي والعلمي.
ثالثا – ضرب كل القوى الوطنية الحية في العالم العربي والإسلامي التي ترفض الالتحاق بالمشروع أو تقاومه، وعلى رأسها حركة حـماس في فلس…طين، وكذلك كل الحركات الإسـ..لامية مهما حاولت إظهار اعتدالها وقبولها البقاء تحت سقف الأنظمة وسيكون مجرد رفضها للتطـ..بيع سببا لإلصاق صفة الإرهـ..اب بها من أجل سحقها.
هذا الذي رشح من بعض الدراسات الأمريكية وتم نشره في بعض الوسائط الإعلامية العربية ومنها سكاي نيوز العربية الإماراتية.
وعليه المعركة القائمة اليوم في فلـ..سطين – وخصوصا في لحظات الحسم السياسي والدبلوماسي الأخيرة – ليست معركة بين حـماس والكـ..يان وإنما هي معركة بين المشروع الغربي الصهيوني الاستعماري والعالم كله، وأرض المعركة والحسم هي فلسـ..طين والبلاد العربية، والمعنيون بها قبل غيرهم هم الفلسـ.طينيون ثم الشعوب العربية قبل غيرها.
إنهم يريدون أن تضيع تضحيات أهل غـ..زة والضفة، مدنيين ومجـ…ـاهدين، وإنقاذ الكـيان وهو يحتضر، وتحويل نصر الأمة في الط..وفان إلى هزيمة.
هذا تدبيرهم ومكرهم … لكنهم سيفشلون .. وطوبى لمن ساهم في إفشال هذا المشروع.
المصدر/ صفحة الدكتور عبد الرزاق مقري في الفيسبوك
كاتب ومحلل سياسي جزائري