نوفمبر 6, 2024

الصحفي المصري أحمد حسن: الحرب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية

‏ما زلت على موقفي بوقف التغريد لأسباب ذكرتها من قبل، ولكن نظرا لأهمية ما جاء في هذا المقال التحليلي، عن الحرب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، أعيد عليكم نشره، هذا المقال موجه خصيصا لأصحاب القرار في الدول العربية وخاصة الزعماء العرب

لا تريد الدول العربية أن تدرك أن قطاراً ما، قد انطلق ولن يعود إلى محطته التي بدأ منها.

السياسة بعد ٧ أكتوبر لن تكون كما كانت قبله ويجب أن يفهموا ذلك جيدا، ولا يراهنوا على نجاح عملية إسرائيل في غزة ….لماذا …؟

لقد حولت عملية ٧ أكتوبر المعركة إلى صراع *صفري*، هذا يعني أن هناك نهاية حتميه يحب أن تحدث لأحد الطرفين، *لأن بقاء المقاومة في غزة يعني بالضرورة تفكك إسرائيل من الداخل وانهيار ثقة الشعب المحتل بنفسه*..

ما يعني بالضرورة نهاية التعويل على اسرائيل كموطن لليهود، ونهاية التعويل عليها كقاعدة متقدمة للغرب، وعليه لا يمكن أبدا أن يستمر وجودان .. “وجود اسرائيل مستقرة مع استمرار وجود حماس بغزة”.

فماذا يعني ذلك..!؟

يعني أن اسرائيل مجبرة لا مخيرة على خوض الحرب، وخوضها للنهاية تعني في تفاعلاتها النهائية حالتين لا ثالث لهما:*

١. انتصار اسرائيل يعني حتمية مخطط التهجير الذي سيزلزل مصر والأردن، وسيتداعى الوضع الداخلي للدولتين، ويتداعى معهما الموقف الإقليمي

٢. تعثُّر اسرائيل بالحرب البريه، ودخول قوات أمريكية سيستدعي دخولاً حتميّاً لا اختياريّاً لـ ٤ جبهات هي سورية، العراق، لبنان، ولاحقا جبهة إيران نفسها، *وهذا يعني بالضرورة حرباً إقليمية لا يتوقع أي طرف حتى الآن نهايتها أوحجمها ..*

هذه ليست *مجرد* حرب بين جيوش، بل حرب تستدعي *النص الديني والمواجهة الهوياتية* ، وخلخلة جميع قواعد وأسس النظام الإقليمي *لأن الحالة الشعبية ستكون أكبر من الحالة العسكرية، فهذه حرب تأخذ الكل في مداها وميدانها ..

*ولهذا؛ يجب على الدول العربية الآن وليس غدا، والأمس وليس اليوم، أن تغير تعاطيها مع الأزمة، وان تنسى طموحاتها الإقتصادية وخططها التنموية، وخصوماتها السياسية، وتستخدم ما أوتيت من قوة لوقف الحرب وإلا لن تنتهي المواجهة عند حدود غزة*.. وإن لم يكن الأمر كذلك، فستتدحرج كرة الثلج على الجميع،*

وهذا أمر يسعى له طرفان، لن أقول إسرائيل، ولن أقول إيران ، بل أزعم أن الإمارات وحماس هما طرفا النقيض بهذه المواجهة، في مداها الاستراتيجي ..* أي أننا أمام إرادتين:
١. *إرادة القنبلة التي ألقتها حماس في الماء الراكد ، والتي قرأت جيّداً أن مخطط إنهاء القضية الفلسطينية وتسليم مفاتيح القدس للصهاينة يتم على عجل بعد تطبيع المغرب وسيكتمل بعد تطبيع الرياض ..*
٢. *إرادة الإمارات التي تدفع لإنهاء القضية الفلسطينية تماماً وتحفز إسرائيل وتتحالف مع أقصى تياراتها تطرفا، تلك التيارات التي كانت تتبرأ منها واشنطن والغرب ، لأن حرب الإمارات على المقاومة ومشروع التحرير عقائدية ، [ وهذا أعنيه جيدا وأعلمه جيدا معلومةً لا تحليلاً ]*..

*ولهذا ، فالدول العربية ليس أمامها سوى مسار واحد يتمثل بدعم صمود غزة للنهاية، سرا وعلنا حسب مقدرة كلٍّ منها، حتى وإن كانت تكره ما تمثِّلُه المقاومة من سردية سياسية وأيديولجية، وأن تعيد تصحيح بوصلتها الداخلية، تهيُّؤاً لما يمكن أن يتبع توسع رقعة المواجهة من هزاتٍ إقليمية شرسة ومدمرة..*

ودون ذلك لا خيارات في الأفق، *فالأوراق لا أقول قد خُلطت .. وإنما حرّقت حريقا

كتب المقال
الصحفي والمحلل المصري أحمد حسن

Written by admin
×