في يوم الجمعة، بتاريخ 09 فبراير 2024م الموافق تم عرض كتاب مفيد بتأليف الكاتب منير شيخ عبدالله، بعنوان: خواطر ورؤى معاصرة من واقع الدعوة والحياة، وقد قدم عرض هذا الكتاب الدكتور/ نوح شيخ جافو
*أولا: مع الكاتب:
أحيلكم إلى ما قاله عنه مقدم الكتاب الدكتور عبد الرزاق حسين أحمد (عيل جالى) فقد وصف صاحب الكتاب بذي الهمة العالية. وما جاء في سيرته الذاتية غنية عن الإعادة.
*ثانيا_ الكتاب:*
*مع العنوان*: العنوان بشقيه الرئيس والفرعي مناسب للمحتوى، ويراعي خصائص العنوان الجذاب:
*الدلالة*: وهو الإيجاز من دون إخلال بالمعنى المراد.
*والوضوح*: وهو استخدام المفاهيم والمصطلحات المباشرة دون رموز أو إشارات وتعقيدات.
*والشمول*: وهو تطابع العنوان مع الموضوع فعنوان الكتاب” خواطر” وموضوعه المقالة،وكلاهما من فنون النثر .
*والتشويق:* وهو إثارة الإهتمام دون دعاية.
*الهدف*: يهدف الكتاب في جملة ما يهدف إليه:
تدوين صيد الفوائد من التؤملات الفكرية، ومن تجارب الواقع في سجل مكتوب؛ لحل بعض المشاكل الدعوية في الحياة، ويستهدف القارئ النهم والطالب الحصيف واللغوي المنتهي.
*موضوع الكتاب*: *الخاطرة:*
وهي نوع من أنواع الفن الأدبي النثري الذي ظهر في العصر الحديث، ليعبر بها الكاتب أفكاره ومشاعره وعواطفه عن طريق سردها كتابةً أو إلقاءً بأسلوبه الخاص.
*منهج الكتاب*:
اتبع الكاتب الأسلوب الأدبي للمقالة الأدبية: وهو الأسلوب الذي يعبر الكاتب عن مشاعر تنطلق من الذات الشخصية ليقوم بالوصف والتأمل بطريقة عفوية تعبر عن الاحساس والتجربة.
*الحدود البشرية*: تقدم الخاطرة النصح والنقد والمشورة إلى رجال الدعوة وكادر التربية والتعليم وقادة المجتمع .
*الحدود الزمنية:* حدود الكتاب من ١٩٩٠-٢٠١٩م ومع حجمه اللطيف فقد غطى كثير من أحداث ربع قرن من حياة الثقافة الصومالية والدعوة الإسلامية.
*الحدود الموضوعية* يسلط الكتاب الضوء على واقع القضايا الثقافية في المجتمع الصومالي عامة وفي حقل الدعو الإسلاميةخاصة (المشروع الإسلامي).
*المحتوى الفكري*
مححتوى الكتاب متوافق مع الموضوع ويحقق الهدف من الخاطرة بأسلوب *الكتابة الحرة في المقالة الأدبية*
وبما أن الخواطر تعبير عما يجول في النفس من أفكار أو مشاعر، فقد تتفق آراء القارى مع آراء الكاتب، والاتفاق مطلب عزيز، و قد تختلف معه، والاختلاف قد لا يفسد للود قضية، إذا عرفنا كيف نختلف وقد تناول الكتاب أدب الخلاف في غير ما موضع من الكتاب..
*نص المتن*:
جمع النص بين الدراسات الإسلامية واللغة العربية، وبين العلوم التطبيقية كما جمع بين الاصالة والمعاصرة وآخي بين الانتربولوجيا التاريخية والملتميديا التقنية.
*الأسلوب اللغوي للكتاب*:
لغة الكتاب واضحة ومكتوبة باسلوب اللغة العربية للحياة المعاصرة، لا باسلوب اللغة العربية المتحفية الحبسة في بطون الكتب؛ ويتبع الكاتب أسلوب الأدباء الكبار؛ ومما يوضح ذلك حسن نقل الكاتب عن رواد الأدب نثرا ونظما كابن قتيبة صاحب ادب الكاتب عن قصة ابي الأسود الدؤلي وزياد ابن ابي(.. ). وينقل عن أبي علي الغالي صاحب الأمالي في اللغة، عن قصة التزبب قبل التحصرم حسب وصف شيخه،
كما ينقل عن شاعر العرب المتنبي وفلسفته في الشعر؛ بل الكاتب نفسه يقرض الشعر بل تنظيم النثر.
*تنظيم أفكار الكتاب*
على الرغم من اختلاف موضوعات الخواطر الواردة في الكتاب فقد تناول الأفكار بأسلوب منظم، وممنهج إلى حد ما.
*مآخذ على الكتاب:*
-غياب تواريخ المقالات ودواعيها مع تقادمها.
-ضعف توثيق المصادر والمراجع عند العزو؛ ولعل أسلوب المقالة يشفع له.
-بعض الأخطاء المطبعية وهي قليلة مقارنة بالأخطاء الإملائية.
-شغور مواضع استعمال علامات الترقيم كثيرا.
*الانطباع*: خرجت من الكتاب بانطباع مريح للأسباب الآتية:
_ انه جاء على: ١١٤ صفحة تفائلا
_يتسم بالاسلوب البسيط غير المعقد والبعيد عن التكلف، وهذا مايتفق مع عفوية الخواطر.
_لم يورد المشاكل والظواهر فقط ، بل؛ حاول المساهمة في حل المشاكل التي ذكرها كما هو شأن كتابه الآخر: الصومال الداء والدواء.
*النهاية: مع الكتابة:*
وبما أن الأمسية الثقافية احتفاء بالكتابة فلنناقش قليلا على هامشها:
*أسباب ضعفنا في الكتابة باللغة العربية*
ولعل ضعفنا باللغة العربية كتابة وخطابة يعود إلى أحد الأسباب التالية:
١_ضعف التأسيس والتكوين في المراحل التعليمية؛ وذلك بعدم تعليم الرسم والكتابة في الصفوف الأولية وضعف التعليم العربي العام بصورة فعالة.
٢_ الهوية المتنازعة بين انتماء العروبة والعجمة وقد ضاع تراثنا بعدم القدرة على التعبير الكتابي باللغة العربية؛ ورفض التدوين باللاتينية وتاخر كتابة اللغة الصومالية بله الكتابة بها.
٣_الخوف من الخطأ بسبب تعلم اللغة العربية بطريقة القواعد والترجمة (واللقبة)؛ وبسبب نقل اخطاء قوانين اللغة الصومالية الأم.
٣_ تعلم النحو قبل تعلم بقية مهارات اللغة، فمن تعلم قوانين اللغة ولا يعرف توظيفها كمن هو مريض وفي حوزته ادوية مرضه ولا يدري كيفية تناوبها!
فمن عرف قوانين اللغة العربية ولا يستطيع أن يكتب كتابة جيدة أو يتكلم كلاما صحيحا؛ فهو لم يتعلم العرببة وإنما تعلم عن العربية، وفات منه الغرض الأهم للغة، فتعلم قوانين اللغة بحد ذاتها وسيلة إلى التحدث باللغة وكتابتها، وهما المقصدان الأساسيان لجميع اللغات.
٤- طبيعة المجتمع الصومالي المعتمد على النقل الشفهي حتى ولوكان يحسن الكتابة والقراءة. وهنا الفرق بين العلم بالكيفية والكيفية نفسها.
٥-الخوف من الردود العلمية والانتقادات الفكرية من صيادي الأخطاء وما أكثرهم.
٦-كراهة العزلة، وحب الخلطة للصومالي؛ وبما أن ألإنسان كائن اجتماعي والكتابة تفرض عليه عزلة جسمية؛ فهو بحاجة إلى الصبر والمراجعة والتدقيق والتحرير؛ وقد راجع الشافعي رسالته مع المزني أكثر من ٨٠ مرة. والعزلة راحة من أخلاق السوء كما قال الفاروق.
*التوصيات لتكوين ملكة الكتابة باللغة العربية*
_امتلاك الثقافة الواسعة من خلال القراءة المكثفة والاطلاع المستمر والمتابعة بما يستجد.
_فهم الموضوع الذي يكتب عنه فهما جيدا من خلال ما كتب من قبله.
_الشعور باهمية الموضوع الذي يكتب عنه من خلال الإحساس والتجربة وفهم المشكلة.
_مراعاة مقتضى الحال؛ وذلك باختيار الأسلوب المناسب للفئة المستهدفة.
– الإلمام بمناهج البحث العلمي.
_إتقان قواعد اللغة والإملاء وعلات الترقيم.( التحرير العربي)
*مقترحات لتحسين مخرجات التعليم العربي بمجال اللغة العربية في الصومال.*
تعزيز دور اللغة العربية في حياة المجتمع لتكون لغة التعبير والتفكير وذلك من خلال:
١_توظيفها في المؤسسات التعليمة والتجارية والإدارية والدبلوماسية.
٢_تدريس الحلقات في المساجد، والدروس في المدارس باللغة العربية دون لغة وسيطة إلا عند الحاجة.
٣-كثرة الاستماع لبرامج اللغة العربية الهادفة، والمشاهدة في الأخبار العربية عبر الشاشات والمواقع.
٤- القيام بحملة التعريب والمساهمة في الترجمة من العربية وإليها.
___________________________________
تقرير عن أمسية ثقافية لعرض كتاب :خواطر ورؤى معاصرة من واقع الدعوة والحياة، للكاتب المهندس الشيخ منير شيخ عبدالله الحاج عبدالسلطان، قراءة وتحليل للدكتور/ نوح الشيخ غافو، في فندق نوماد بنيروبي، 09 فبراير 2024م