الصومال، كدولة عربية وإسلامية، تُظهر تضامنًا قويًا مع قضية فلسطين وغزة، وهذا التضامن يتجلى على عدة مستويات: شعبيًا، وحكوميًا، وفكريًا، وعلميًا.
التضامن الشعبي:
* الشعب الصومالي، الذي عانى من الحروب الأهلية والصراعات الداخلية، يُظهر تعاطفًا كبيرًا مع الشعب الفلسطيني، حيث يرى في معاناتهم انعكاسًا لمعاناته الخاصة. هذا التعاطف يتجلى في المظاهرات الشعبية، والندوات، والأنشطة التضامنية التي تنظمها الجماعات المدنية والمجتمعية في الصومال.
* الشعب الصومالي يرى في القضية الفلسطينية قضية عادلة، ويعتبر أن دعمها واجب شرعي ووطني وإنساني.
{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103].
هذه الآية تؤكد على أهمية الوحدة بين المسلمين، وهو ما يعكسه الشعب الصومالي في دعمه للقضية الفلسطينية.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى” (رواه البخاري ومسلم).
هذا الحديث يعكس تعاطف الشعب الصومالي مع الشعب الفلسطيني، حيث يشعرون بمعاناتهم كجزء من الجسد الواحد.
والأمة الإسلامية جسد واحد، إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى”
التضامن الحكومي:
* الحكومة الصومالية، ممثلة برئيسها ورئيس وزرائها، تُظهر مواقف واضحة وقوية تجاه القضية الفلسطينية. ويستقبل الرئيس الصومالي السفير الفلسطيني ويؤكد على دعم بلاده الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني.
* كما أن رئيس الوزراء الصومالي يُلقي كلمات قوية وتاريخية تدعم فلسطين، ويُظهر مواقفًا لا تتردد في انتقاد الدول العربية التي لا تتخذ مواقف قوية بما يكفي لدعم القضية الفلسطينية.
* بالإضافة إلى أن الحكومة الصومالية تُقدم دعمًا دبلوماسيًا وسياسيًا لفلسطين في المحافل الدولية، وتدعو إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ} [النساء: 135].
هذه الآية تدعو إلى العدل والوقوف مع الحق، وهو ما تفعله الحكومة الصومالية في دعمها للقضية الفلسطينية.
وفي الحديث الشريف، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا”، فقيل: يا رسول الله، ننصره مظلومًا، فكيف ننصره ظالمًا؟ قال: “تَحْجُزُهُ أَوْ تَمْنَعُهُ مِنَ الظُّلْمِ، فَذَلِكَ نَصْرُهُ” (رواه البخاري).
هذا الحديث يوضح دور الحكومة الصومالية في مناصرة الحق ومنع الظلم.
والقضية الفلسطينية هي قضية كل مسلم، ولا يجوز لأحد أن يتخلى عنها، مما يعكس موقف الحكومة الصومالية الثابت تجاه فلسطين.
التضامن الفكري والعلمي:
- العلماء والمفكرون الصوماليون يلعبون دورًا كبيرًا في نشر الوعي حول القضية الفلسطينية، من خلال الكتابات، والمحاضرات، والندوات التي تُعقد في الجامعات والمراكز الثقافية.
- هؤلاء العلماء يرون أن القضية الفلسطينية هي قضية مركزية للأمة الإسلامية، ويُشددون على أهمية الوحدة الإسلامية في مواجهة التحديات التي تواجهها الأمة.
قال تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} [آل عمران: 104].
هذه الآية تشجع العلماء والمفكرين على نشر الوعي بالحق والعدل، وهو ما يفعله العلماء الصوماليون في دعمهم للقضية الفلسطينية.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ” (رواه مسلم).
هذا الحديث يحث العلماء على التغيير بالكلمة والفكر.
والأمة التي لا تدافع عن قضاياها العادلة تفقد روحها وهويتها، وهذا يعكس دور العلماء الصوماليين في الحفاظ على الهوية الإسلامية من خلال دعم فلسطين.
التضامن الاقتصادي:
- التجار الصوماليون يُقدمون دعمًا ماديًا للشعب الفلسطيني، من خلال التبرعات والمساعدات الإنسانية التي تُرسل إلى غزة والضفة الغربية.
-هذا الدعم المادي يُعتبر تعبيرًا عن التضامن العملي مع الشعب الفلسطيني، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الصومال نفسه.
قال تعالى: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195].
هذه الآية تشجع على الإنفاق في سبيل الله، وهو ما يفعله التجار الصوماليون في دعمهم المادي لفلسطين.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ” (رواه مسلم).
هذا الحديث يحث على مساعدة المحتاجين، وهو ما يفعله الصوماليون في دعمهم للشعب الفلسطيني.
يقول ابن خلدون: “التضامن الاقتصادي بين المسلمين هو أساس قوة الأمة”. هذا القول يعكس أهمية الدعم المادي الصومالي لفلسطين.
اأما لدعم المعنوي:
* فالصومال تتقدم دعمًا معنويًا كبيرًا لفلسطين، من خلال التأكيد على أن القضية الفلسطينية هي قضية عادلة، وأن الشعب الفلسطيني يستحق العيش بكرامة وحريته.
* هذا الدعم المعنوي يتجلى في الخطابات الرسمية، والبيانات الصادرة عن الحكومة الصومالية، وكذلك في وسائل الإعلام المحلية التي تُعطي مساحة كبيرة لتغطية الأحداث في فلسطين.
قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11].
هذه الآية تشجع على الصبر والعزيمة، وهو ما يعكسه الدعم المعنوي الصومالي لفلسطين.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ” (رواه البخاري).
هذا الحديث يؤكد على الأخوة الإسلامية التي تجمع الصوماليين والفلسطينيين. “فالأمة التي تفقد روح التضامن تفقد روح الحياة”.
تحليلات حول المقال:
١- الوحدة الإسلامية: الصومال، كدولة إسلامية، ترى في القضية الفلسطينية قضية إسلامية مركزية، وتعتبر أن دعمها هو جزء من الواجبات الشرعية والوطنية.
٢- التجربة التاريخية: الصومال، التي عانت من الاحتلال والحروب، تظهر تعاطفًا كبيرًا مع الشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت الاحتلال الإسرائيلي.
٣- المواقف السياسية: الحكومة الصومالية تُظهر مواقف قوية تجاه القضية الفلسطينية، ربما كجزء من سياستها الخارجية التي تسعى إلى تعزيز العلاقات مع الدول العربية والإسلامية.
٤- الدور الإقليمي: الصومال، على الرغم من التحديات الداخلية التي يواجهها، تسعى إلى لعب دور إقليمي في دعم القضايا العربية والإسلامية، ومنها القضية الفلسطينية.
وباختصار، الصومال تظهر تضامنًا متعدد الأوجه مع فلسطين وغزة، وهذا التضامن يعكس التزامًا شرعيا، ووطنيًا، وإنسانيًا تجاه القضية الفلسطينية.
قصيدة تضامن مع فلسطين:
-بالروح بالدم نفديك يا فلسطين
-بالأمل والصبر نعبر كل اليأس والطين
-فلسطين في القلب، لا ننسى جراحك
-ونبقى معاك حتى النصر، يا أرض الأجداد.
-غزة يا قلعة الصمود والشجاعة
-في وجه الظلام، أنتِ شعلة النضال
-نحمل همك في قلوبنا، يا أرض العزة
-ونرفع صوتك عاليًا في كل المحافل.
يا أرض الأنبياء، يا فلسطين الحبيبة
-نحن معكِ في السراء والضراء
-بالروح نفديك، وبالدم نحميك
-حتى يعود الحق لأهله، ويشرق فجر الحرية.
هذه الأبيات تعبر عن روح التضامن التي يشعر بها الشعب الصومالي تجاه الشعب الفلسطيني، وتؤكد على أن القضية الفلسطينية تبقى حية في قلوب المسلمين والعرب، بما فيهم الصوماليون.
وفي الختام، فإن الصومال حكومة وشعبا يؤيد الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل البقاء، ونقول:
١- فالصومال وفلسطين: تضامن متعدد الأوجه يعكس الوحدة الإسلامية والإنسانية”
٢- ومن قلب المعاناة: فالصومال يدعم فلسطين بشعبية وحكومية وفكرية”
٣- وأن التضامن الصومالي مع فلسطين: بمثابة الواجب الديني والالتزام الإنساني”
٤- والصومال وفلسطين: قصة للتضامن الشعبي والحكومي في وجه التحديات”
٥- من الصومال إلى فلسطين: يظهر صوت الوحدة الإسلامية في مواجهة الاحتلال”
٦- التضامن الصومالي مع غزة: دعم مادي ومعنوي يعبر عن الأخوة الإسلامية”
٧- والصومال وفلسطين: بينهما تضامن يشق طريقه من الحرب إلى الأمل”
٨- وأن قضية فلسطين في قلب الصومال: دعم لا يتزعزع عبر الأجيال”
٩ وبين الصومال وفلسطين: تضامن يعكس قوة الوحدة الإسلامية”
١٠- وأخيرا فالصومال وفلسطين: تضامن يتجاوز الحدود الجغرافية والسياسية”.