مايو 20, 2025

د. عمر الفاروق شيخ عبدالعزيز: زيارة رئيس الوزراء الصومالي لمنطقة “أس أس سي خاتمو” (المغزى، المطالب والنتائج)

تتزامن زيارة رئيس الوزراء الصومالي السيد/ حمزة عبدى برى والوفد المرافق معه في وقت يحتاج رئيس الوزراء الصومالي مكسبا سياسيا في أحد المناطق التي ينتمي إليها، ويمثلها في المحاصصة القبلية والتركيبة الاجتماعية في الصومال.

ومن جانب آخر، فإن رئيس الوزراء الصومالي كان بحاجة ماسة إلى ارسال رسائل سياسية لكل من ولاية بونتلاند التي تتحفظ من رئاسته لكرسي رئاسة الوزراء، ونظام صوماليلاند التي لم تقرر بعد قبول بدء المفاوضات السياسية من اجل إعادة لحمة الوحدة السياسية بين الشمال والجنوب. بالإضافة إلى أن رئيس الوزراء الصومالي كان يرسل رسالة تحدي لنظام جوبالاند مفادها أنني لا أمثل فقط جوبالاند ولا أنتمي إليها وحدها، وإنما هناك مناطق صومالية اخرى ترحبني أيما ترحيب.

وفي هذه الإطلالة سنسلط الضوء على المغزى والأهداف من هذه الزيارة، وسنعرض أهم المطالب الملحة لنظام ‘أس أس سي خاتمو’ في المرحلة المقبلة، كما سنركز على أهم النتائج التي يمكن أن تؤول إليه الأمور في المستقبل المنظور.

المغزى والأهداف من الزيارة:

١- هذه الزيارة بمثابة نفس سياسي لرئيس الوزراء، حيث لم يزر في الفترة الأخيرة مناطق في خارج العاصمة.

٢- وأن هذه الزيارة كما يراه الكثيرون ما هي إلا مناورة سياسية ضد نظامي بونتلاند وجوبالاند المعارضة لنهج رئيس الوزراء وحكومته.

٣- أن تكون ‘خاتمو’ بديلا عن بونتلاند وجوبالاند ضمن المناطق المزمع اجراء الإنتخابات المباشرة فيها.

٤- الضغط على صوماليلاند للخضوع لصالح بدء المفاوضات المباشرة بين أرض الصومال وجمهورية الصومال.

٥- تبادل الاسرى بين خاتمو وصوماليلاند، حيث يوجد هناك أسرى من الجانبين نتجت عن الحروب الدموية التي دارت بين الجانبين في العام الماضي.

٦- تحقيق مصالحة قبائلية اجتماعية بين خاتمو وصوماليلاند لتحقيق الشراكة المجتمعية وتسهيل السفريات بينهما.

٧- إقناع نظام ‘أس أس سي خاتمو’ قبول بدء مفاوضات مع صوماليلاند.

مطالب أس أس سي خاتمو من الزيارة:

١- اعتراف الدولة الصومالية لنظام ‘أس أس سي خاتمو’ كباقي الولايات والأنظمة الفيدرالية في الصومال.

٢- اعتراف الدولة الصومالية بأن ‘أس أس سي خاتمو’ ولاية صومالية إقليمية منفصلة تماما عن نظام صوماليلاند.

٣- السماح ل ‘أس أس سي خاتمو’ مشاركة اجتماعات المجلس الاستشاري الصومالي، خصوصا اجتماع المجلس المرتقب انعقاده في ١-٢ مايو المقبل من ٢٠٢٥م

٤- انتخاب نواب البرلمان الممثلين من منطقة ‘أس أس سي خاتمو’ في لاستانود في الانتخابات الفيدرالية المقبلة لعام ٢٠٢٦م.

٥- تنفيذ برامج ومشاريع دولية وتنموية في مناطق ‘أس أس سي خاتم’.

٦- تخصيص دعم الميزانية الفيدرالية ل ‘أس أس سي خاتمو’ على غرار الولايات الاقليمية الفيدرالية.

المآلات والنتائج المتوقعة من الزيارة:

١- سيحصل رئيس وزراء الصومالي حمزة عبدي بري نفسا سياسيا حيث تمثل هذه المنطقة أول منطقة يمثلها ترحبه بهذه الحفاوة، مع العلم أن كلا من بونتلاند وجوبالاند التي ينتمي إليها رفضت رفضا قاطعا لزيارته.

٢- الإدخال في نفوس قيادات بونتلاند وصوماليلاند وجوبالاند القلق والاستياء من فحوى ونتائج هذه الزيارة، مادام أن بعض مناطق ‘خاتمو’ كانت تابعة لبونتلاند وصوماليلاند سابقا، ومادام أن العلاقة بين رئيس الوزراء ونظام جوبالاند ما زالت حالكة ومتوترة، فإن جوبالاند لن ترحب بهذه الزيارة.

٣- التخطيط لوضع صناديق الاقتراح للانتخابات المباشرة التي خططها رئيس الجمهورية الصومالية السيد/ حسن شيخ محمود بدلا عن أن تتحقق في بونتلاند وجوبالاند الرافضة لهذا النظام الانتخابي.

٤- قبول نظام صوماليلاند بدء المفاوضات المباشرة بينها وبين الصومال ربما في تركيا أو في أي دولة اخرى تستضيف الاجتماع المرتقب. وربما ترفض صوماليلاند دخول أية مفاوضات مع الصومال مادام أنها تتمني من الرئيس الأمريكي ترامب وبعض الدول الأخرى؛ الاعتراف الرسمي كدولة مستقلة عن جمهورية الصومال.

٥- بدء المفاوضات واللقاءات لتبادل الاسرى بين خاتمو وصوماليلاند، وتسهيل السفريات بينهما.

٦- لا يتوقع من الدولة الصومالية اعترافاً كاملا لنظام أس أس سي خاتمو كباقي الولايات والأنظمة الفيدرالية في الصومال، كما لا يتوقع من الصومال الاعتراف بأن ‘أس أس سي خاتمو’ ولاية صومالية إقليمية منفصلة عن صوماليلاند إلا بعد مفاوضات بين الطرفين  

٧- ومن المتوقع عدم السماح فعليا ل ‘أس أس سي خاتمو’ مشاركة اجتماعات المجلس الاستشاري الصومالي كدولة عضو رسمي ضمن دول الولايات الفيدرالية، وربما ستشارك كإدارة من الإدارات وليست ولاية كاملة الصلاحية.  

٨- ومادام أن الدولة الصومالية تخطط اجراء الانتخاب المباشرة في المناطق التي تسيطر عليها من الصومال، فإنها سوف لن تسمح لنظام ‘أس أس سي خاتمو’ لمطلبها في إدارة شؤون الانتخابات غير المباشرة في هذه المنطقة.

٩- وضع حجر الأساس لبعض مشاريع تنموية ومراكز دولية أثناء تواجد رئيس الوزراء الصومالي في مناطق أس أس سي خاتمو.

١٠- تخصيص قيمة دعم محددة لميزانية ‘أس أس سي خاتمو’ والتي ستكون أقل من الميزانية الداعمة المخصصة للولايات الاقليمية الفيدرالية الأخرى.

وفي الختام، فإن الجميع سيراقب ما سيتحقق من هذه المطالب وتلك الاهداف، مع العلم من أن الصومال مقبل في المرحلة الانتخابية وبالتحديد بعد عام من الآن تقريبا، ومع جدلية سياسية وقانونية ودستورية عميقة في البلاد بالرغم من اصرار النظام السياسي الحالي في البلد من اجراء انتخابات مباشرة على غرار الدستور المعدل الجديد، ورفض قاطع من أهم الشخصيات السياسية وبعض الولايات الاقليمية في البلد من هذا النظام الانتخابي، والتي تصر العودة إلى مسودة الدستور المؤقت المتفق عليه، وإجراء انتخابات غير مباشرة حسب المعهود والمتعارف عليه في الصومال في مراحل بناء الدولة الصومالية.

___________
د. عمر الفاروق شيخ عبدالعزيز

زيارة رئيس الوزراء الصومالي لمنطقة “أس أس سي خاتمو” (المغزى، المطالب والنتائج)

Written by admin
×