مايو 20, 2025

الأستاذ/ عبد الشكور قوريري سهل: النظام الإسلامي هو الخيار الوحيد والأمثل الأول والأخير

لقد مرّ الشعب الصومالي خلال العقود الماضية بتجارب متعددة من النظم السياسية، ابتداءً من النظام الديمقراطي البرلماني بعد الاستقلال، مرورًا بـالنظام العسكري الاشتراكي بقيادة سياد بري، وانتهاءً بتجربة النظام العشائري والمحاصصة القبلية التي لا تزال مستمرة حتى اليوم، غير أن الحصيلة النهائية لكل تلك التجارب هي الفشل الذريع في بناء دولة مستقرة، عادلة، قوية ومزدهرة.

الديمقراطية الغربية التي حاولت بعض النخب استنساخها في البيئة الصومالية لم تُثمر سوى الفوضى السياسية، والفساد، والانقسامات، نظرًا لأنها استوردت منظومة قيم لا تتماشى مع الهوية الإسلامية للمجتمع. فقد تحولت الديمقراطية من أداة مشاركة شعبية إلى وسيلة صراع نفوذ بين زعماء العشائر والمصالح الأجنبية، وأصبحت الانتخابات سوقًا للمال السياسي والولاءات القبلية.

أما الشيوعية والاشتراكية العلمية التي جُرّبت في عهد سياد بري، فعلى الرغم من إنجازاتها المادية، كإنشاء البنية التحتية، وتأسيس الشركات، وبناء جيش قوي، فقد حملت معها مفاهيم مادية دخيلة على ثقافة المجتمع، فهاجمت الدين، وقمعت العلماء، ووضعت الدولة في مواجهة مباشرة مع عقيدة الأمة. وكانت النتيجة فشلًا اقتصاديًا، واحتقانًا شعبيًا، ثم انهيارًا مدويًا للنظام.

ثم جاءت المرحلة القبلية التي لا تزال تتحكم في المشهد حتى اليوم، فظهرت الفيدرالية العشائرية، وتقاسمت القبائل مفاصل الدولة وكأنها غنيمة حرب. وتراجعت مفاهيم المواطنة، والعدالة، والكفاءة، لصالح العصبية والانتماء الضيق. فأصبحت الدولة الصومالية هشة، مخترَقة، فاقدة للسيادة، وعرضة للتدخلات الخارجية، إضافة إلى صعود أقاليم فدرالية شبه مستقلة، متحالفة مع دول إقليمية وعالمية.

 

في ظل هذا الواقع، يتأكد اليوم أكثر من أي وقت مضى أن البديل الوحيد القادر على إنقاذ الصومال هو النظام الإسلامي. نظام يقوم على العدل، والمساواة، والشورى، والحرية المنضبطة بالشريعة. نظام لا يميز بين الناس على أساس العِرق أو القبيلة، بل يجمعهم على أساس العقيدة، ويربطهم بدستور إلهي لا يتبدل بتغير المصالح.

النظام الإسلامي ليس غريبًا على الصوماليين، بل هو امتداد لهويتهم وتاريخهم، فقد ظل الإسلام طوال قرون هو الحاكم لسلوكهم ومناهجهم. وهو النظام الوحيد القادر على جمع الشعب الصومالي تحت مظلة واحدة، بعيدًا عن التقسيمات القبلية والتجاذبات السياسية.

إن العودة إلى النظام الإسلامي ليست نكوصًا إلى الوراء، بل هي نهضة حقيقية على أساس رباني، فحين يُطبَّق الإسلام بعدل، وبفهم معاصر، فإنه يكفل كرامة الإنسان، ويحقق الأمن، ويبني الدولة على أسس راسخة.

الخلاصة: بعد فشل الديمقراطية الغربية، وانهيار الاشتراكية، وفساد النظام القبلي، لا يبقى أمامنا سوى خيار واحد: أن نعود إلى ما يوافق فطرتنا، ويتماشى مع ديننا، ويرضي ربنا، ويصلح دنيانا وأُخرتنا.
إنه النظام الإسلامي… الخيار الوحيد، والأمثل، الأول والأخير.

عبد الشكور قوريري سهل

كاتب صومالي

التعليقات

Written by admin
×