أكتوبر 11, 2024

د. عمر الفاروق شيخ عبدالعزيز: دلالات ومآلات اعتراف الصومال لنظام (SSC-KHATUMO)

أعلنت الحكومة الصومالية الفيدرالية أنها اعترفت نظام (أس أس سيخاتمة) الذي اعلن أنه انفصل من نظام صوماليلاند بعد حرب دام قرابة 7 شهور بين قوات صوماليلاند وقوات محلية تابعة لهذه المنطقة.

وقد قتل وهجر في هذه الحروب الاهلية كثير من الابرياء فيما جرح أخرون، ما أدى في الأخير إلى ارغام قوات صوماليلاند من الانسحاب منمناطق (أس أس سي).

اسباب العنف والمواجهة:

هناك اسباب حقيقية أدت إلى اندلاع المواجهة بين صوماليلاند وسكان منطقة (أس أس سي)، ومن بينها:

1- محاولة قوات صوماليلاند السيطرة القهرية لهذه المناطق.

2- رفض السكان المحلي لمناطق (أس أس سي) نظاما يحكمهم دون رضاهم.

3- نظام صوماليلاند كان يحكم هذه المناطق اكثر من 15 سنة إيمانًا منه بأن هذه المنطقة جزء لا يتجزأ من أراضي صوماليلاند انطلاقا منالخريطة السياسية الموروثة من الاستعمار البريطاني.

4- رغبة سكان هذه المناطق حصول إدارة مستقلة توازي أنظمة الولايات الفيدرالية في الصومال.

موقف رؤساء العشائر التاريخي:

في فبراير من عام 2023م اصدر جميع زعماء العشائر في مناطق (أس أس سيخاتمة) قرارا يفضي استقلالا كاملا عن نظامصوماليلاند.

كما اعلن الزعماء بأنهم تحت الحكومة الصومالية الفيدرالية مباشرة، وأنهم سيؤسسون نظاما مستقلا عن الأنظمة الاخري، وأنهم سيدافعونمبدأ الوحدة الصومالية.

وفي اكتوبر 2023م اعلن قائد نظام (أس أس سيخاتمة) عبدالقادر فرطيي أن منتمي هذه الولاية سوف لن يشاركوا في الانتخاباتالنيابية والرئاسية القادمة في بونتلاند، مما أثار حفيظة الكثير من شعب بونتلاند وحكومته.

وقد اعترفت جمهورية الصومال الفيدرالية نظام (أس أس سيخانمة) في اكتوبر 2023م، انطلاقا من قرار زعماء العشائر في مطلع العامالجاري.

المغزى من اعتراف الصومال لهذا النظام:

هناك دلالات وراء اعتراف جمهورية الصومال لنظام (أس أس سي)، وأهم هذه الدلالات:

1- ارغام صوماليلاند من قبول التفاوض السياسي بينها وبين الصومال من اجل الوحدة دون أية شروط مسبقة مثل السابق حيث كانتصوماليلاند في المفاوضات السابقة تملي كثير من شروطها ورغباتها.

2- وكذلك ارغام سعيد دنئ، رئيس ولاية بونتلاند للرجوع الي الانتخابات النيابية (66 برلماني) في بونتلاند، واجراء الانتخابات القادمة على الأساسالقبلي المتعارف عليه خلافا لرؤية دني بتطبيق نظام الانتخابات المباشرة (One person one vote) ليتسنى ذلك لأجل التخلص منسعيد دني عبر المحاصصة القبلية الدورية التي لا تسمح له ولفخذه الذي ينتمي إليه بالفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

3- ارضاء الشعب الصومالي الذي كان يؤيد فكرة اعتراف نظام (أس أس سيخاتمة)، مادام أنهم قاتلوا لأجل وحدة الصومال، ولمبدأالانضمام تحت رأية وعلم جمهورية الصومال.

4- النظام الحالي في الصومال لا يريد أن يعترف نظام (أس أس سيخاتمة) بصفة رسمية مثل الولايات الاقليمية الفيدرالية، وإنما يريدأن يتجاوز عن المرحلة السياسية الحالية في البلد خاصة المراحل السياسية في صوماليلاند وبونتلاند.

مآلات الاعتراف:

يمكن أن نتنبأ ما ستؤول إليه حالات هذه المنطقة وتلك المناطق بعد الاعتراف الصومالي لهذه المنطقة في النقاط التالية:

1- خنوع صوماليلاند للتفاوض مع الصومال وبأوراق ضعيفة قبل أن تتفكك ما تبقي من نظامها المهدد.

2- رجوع نظام بونتلاند الحالي للنظام الانتخابي المعهود مادام أن الوقت المتبقي من انتخابات 8 يناير 2024م غير كاف لاجراء انتخاباتمباشرة، وأن الضغوط السياسية من الدولة الصومالية على نظام بونتلاند يزداد يوما بعد يوم.

3- التخلص من سعيد دني رئيس بونتلاند استنادا من التوزيع القبلي لدورة كرسي الرئاسة.

4- ويمكن أن يؤول الامر في بونتلاند إلى اندلاع حروب اهلية ومواجهات دامية بين قوات الحكومة ومقاتلي المعارضة ومرشحي الرئاسة إذالم يرجع الاطراف إلى الجادة والعقل والصواب.

5- تفكك سياسي ونظامي داخلي في صوماليلاند، خاصة في اقليم أودل، حيث يوجد هناك لدى البعض نية الانفصال والانضمام تحت رايةالحكومة الصومالية على غرار ماحدث في (أس أس سي) إذا لم تتدارك صوماليلاند الأمر، وتقنع السكان المحلي في هذا الاقليم، ونتسرع كذلك للتفاوض المباشر مع الصومال لإعادة لحمة الأراضي الصومالية ووحدتها.

  • 6- مواجهات سياسية بين حكومة صوماليلاند والمعارضة(حزبي الوطن و أعد)، والانتهاء مثل ما حدث في ثورة (جعنلباح)، إذا لم تتفقالحكومة والمعارضة في آلية وموعد اجراء الانتخابات الرئاسية القادمة في صوماليلاند.
Written by admin
×