نوفمبر 5, 2024

د. عمر الفاروق شيخ عبدالعزيز: فشل إجتماع المجلس الاستشاري الوطني الصَومالي (أسباب حقيقيَة، وتداعيات محتملة)

مقدَمة: إنعقد اجتماع المجلس الإستشاري الوطني في 2 اكتوبر الجاري بدورته العاشرة منذ إنتخاب الرَئيس حسن شيخ محمود في مايو 2022م بمقديشو العاصمة.

وقد تمحور أجندة هذا الاجتماع حول مناقشة إمكانيَة إجراء إنتخابات مباشرة في عموم البلاد على المستويين الفيدرالي والولائي في عام 2026م، وتمديد الفترة الرَئاسية المنتهية لرؤساء الولايات لمدَة عام جديد (نوفمبر 2025م).
بيد أنَ رئيس ولاية جوبالاند السَيد/ أحمد محمد إسلان ‘مدوبي’ رفض أجندة الرَئاسة الصَومالية رفضا قاطعا، وأصرَ على إجراء الإنتخابات غير المباشرة في الولايات الاقليميَة، مادام أن فترتهم الرَئاسية الشَرعية تنتهي في نوفمبر المقبل من هذا العام.
بالإضافة إلى إصراره بأهميَة ضمَ بونتلاند وإدارة <أس أس سي خاتمو> ضمن أعضاء المجلس لمناقشة مستقبل الإنتخابات المباشرة في البلد، مادام أنَ الإنتخابات قضيَة سياسيَة مصيريَة تخصَ كلَ الأنظمة والولايات الاقليمية في الصَومال.
وقد فشلت كلَ المحاولات لإقناع السيد/ أحمد مدوبي لموافقة أجندة الإنتخابات وتوقيع البيان النَهائي المشترك، حيث أنَه لم يرض بذلك، ممَا أدَى أخيرا إلى عودته إلى كسمايو حاضرة جوبالاند المؤقَتة.
وبذلك فإنَ كلَ المعلومات والمؤشرات تؤكَد بأن الاجتماع التَشاوري للمجلس الإستشاري قد فشل بسبب إنسحاب أحمد مدوبي من الاجتماع، وعدم توقيعه البيان الختامي للمجلس.
وبغياب ولاية بونتلاند من لقاءات المجلس السابقة، وإنسحاب جوبالاند من المجلس حاليا هما بمثابة ثقل كبيرعلى كاهل الرَئاسة والحكومة الصَومالية، وإفشال متعمَد لطمع الرَئيس الصَومالي وحكومته لإجراء إنتخابات مباشرة موحَدة في ولايات الصَومال في وقت واحد، ليتمكَن من العودة في الحكم من جديد.
المؤتمر الصَحفي لرئيس الوزراء: حفظ لماء الوجه
في ليلة 7 من اكتوبر الجاري، عقد رئيس الوزراء الصَومالي السَيد/ حمزة عبدي برَي مؤتمرًا صحفيَا قصيرا لا يتعدَى عن عدَة دقائق، تحدَث فيه بأنَ اجتماع المجلس الاستشاري الوطني الصَومالي مازال جاريا ومفتوحا، وأنَ رؤساء الولايات يعودون إلى مناطقهم للتَشاور مع حكوماتهم ومجالس برلماناتهم، وسيتمَ إصدار البيان الختامي لاحقا حول أجندة اللَقاء العاشر للمجلس. والذي تناول حول تفعيل مكافحة الإرهاب، وتحقيق المصالحة الوطنيَة، والتَوافق حول الإنتخابات الصَومالية.


وأكَد رئيس الوزراء الصَومالي بأنَ إجتماعات المجلس الإستشاري الوطني التَسعة السَابقة حقَقت أهدافها، والَتي كانت من بينها:
1. تحقيق الوحدة الوطنيَة الصَومالية
2. تحقيق الأمن في الصَومال
3. مكافحة العنف والإرهاب
4. تحقيق الخدمات الإجتماعية في البلد
5. تنمية وتطوير المصادر الإقتصادية
6. الاستقرار السَياسي وتحسين العلاقات الخارجيَة
7. تنظيم المؤسَسات العدلية والقضائيَة
8. إعادة صياغة تغيير الدَستور الصَومالي
ويصف بعض المحلَلين والمراقبين بأنَ هذا المؤتمر الصَحفي لرئيس الوزراء ماهو إلا حفظ لماء الوجه، ومحاولة إقناع الشَعب بأنَ الإجتماع لم يفشل، غير أنَ الأغلبيَة من الشَعب والسَياسيَين يعتقدون بأنَ هذا الإجتماع قد فشل، وأنَ أمنيَة الحكومة الصَومالية بتحقيق إنتخابات مباشرة موحَدة في البلاد قد ذهبت في أدراج الرَياح، أو بالأحرى أنَها في طريقها إلى الإنهيار والاندثار.
الأسباب والدَلالات:
هناك أسباب حقيقية ودلالات مؤكَدة أدَت أو ستؤدَي إلى فشل إجتماع المجلس الإستشاري الصَومالي، وأهمَها:
1. رفض أحمد مدوبي خطَة الرَئاسة عبر الانتخابات المباشرة على المستويين الفيدرالي والإقليمي، وأنَ التَمديد الذي لا يوافق الشَرعية غير ممكن، ما أدَى إلى فشل الاجتماع وعدم توقيع البيان المشترك.
2. غياب بونتلاند عن الإجتماع وبعض الإجتماعات السَابقة سبب آخر من أسباب فشل الاجتماع التشاوري لقادة الصومال بعد أن طالب “مدوبي” وجوب مشاركة بونتلاند في اجتماعات المجلس للمشاركة في مناقشة القضايا المصيريَة.
3. ضبابيَة موقف الحكومة الصومالية في مستقل إدارة (أس أس سي خاتمو) المنفصلة من إدارة صوماليلاند سبب من أسباب فشل اجتماع المجلس الاستشاري، بعد أن طلب احمد مدوبي ضرورة ضمَ هذه الإدارة في اجتماعات المجلس على غرار مشاركة إدارة اقليم بنادر في الإجتماعات.
4. رغبة احمد مدوبي لحصول شرعيَة جديدة ليبقى فترة ما بعد الإنتخابات الرَئاسية والنَيابية الفيدراليَة عام 2026م، ليكون السَياسي الصَومالي الَذي مكث في الحكم لأكثر فترة رئاسيَة في الصَومال.
5. هناك ثورات شعبيَة ومعارضة سياسيَة ضدَ بقاء أحمد مدوبي في حكم جوبالاند لفترة ولائيَة ثالثة، لذلك فالرَجل يشعر بأنَ هذه الثَورات الشَعبيَة والسَياسيَة الدَاخلية ربَما تنفجر يوما ما، إذا فقد “مدوبي” الشَرعية الدَستورية للبقاء في الحكم. لذلك فعليه حصول شرعيَة تمكَنه من الدَفاع عن نفسه.
6. هوس أحمد مدوبي من هجوم مباغت من الحكومة الفيدراليَة عند إقتراب الإنتخابات الفيدراليَة بعد أن يصبح بلا شرعية دستوريَة. ولهذا السبب أراد أن يحظى الشَرعية الكاملة، حتي لا يصبح ضحيَة للحكومة والرَئاسة الفيدرالية.


7. رفض أحمد مدوبي في تمكين الرَئيس الصَومالي الحالي السَيد/ حسن شيخ محمود لإعادة إنتخابه، حيث يرى الرَئيس الصَومالي فرصة عودته عبر تحقيق عملية إجراء إنتخابات مباشرة في البلد. وإن تحقَق ذلك فإنَ “مدوبي” متيقَن بأنَ الرَئيس الصَومالي سيتخلَص منه لإبعاده من السَاحة السياسية.
8. ينتهز أحمد مدوبي من الفرصة ليظهر نفسه بأنَه الممثَل الحقيقي الحالي لقبيلته “الدَارود”، وأنَه لا يريد أن يتخلَى عن قرابته (بونتلاند و أس أس سي خاتمو)، ممَا أكسبت شعبية في أوساط هذه الأنظمة الولائيَة الإداريَة.
9. إعادة ترميم ما أفسدته السَياسة من توتَر العلاقات بين مدوبي وسعيد دني -رئيس بونتلاند-، وذلك من أجل إعادة التَحالف السَياسي الثَنائي بين الولايتين لتحقيق مكاسب سياسيَة في المرحلة المقبلة في الصَومال.


10. التَدخلات الأجنبية سبب آخر ربما قد أدَى إلى إنسحاب أحمد مدوبي من احتماع المجلس، وفشل توقيع إتَفاق الإنتخابات المباشرة الصَادر عن المجلس.
وممَا يعزى عن هذا الفشل تدخَلات أجنبيَة مؤثَرة في رأي السَياسة الصَومالية، وتذكر بعض المعلومات بأنَ الإمارات العربيَة المتَحدة الَتي لا ترضى علاقاتها الحالية مع الرَئيس الصومالي، أثَرت سلبا موقف أحمد مدوبي، ومنحته الضَوء الأخضر لدعمه سياسيَا وماليَا في إجراء إنتخابات منفصله في ولايته، وذلك لأجل الضَغط على الرَئيس الصَومالي لإنصياعه لتأثيراتها، ولتحقيق مصالحها الإقتصاديَة.
فدولة الإمارات غير راضية عن الإتَفاق الصَومالي التَركي المتعلَق بالثَروة السَمكية والبتروليَة والدَفاع البحري، كما أنَها لا يدخل نفسها السَرور لتوقيع الصَومال بروتوكولا للدَفاع المشترك الموقَع مع جمهورية مصر العربية حيث يتَهم البعض بأنَ الإمارات حليف إستراتيجي مع إثيوبيا.
لذلك فالعلاقات الإماراتيَة مع بونتلاند كانت علاقة استراتيجيَة، كما أنَ علاقتها مع جوبالاند في طريقها إلى النَماء، وخير دليل لذلك تتمثَل في الزَيارة الأخيرة لـ “مدوبي” قبل مشاركته في إجتماع المجلس التَشاوري الوطني، حيث كان في الإمارات العربيَة المتَحدة.
ولا ننسى العلاقة الإستراتيجيَة التَاريخية بين أحمد مدوبي والسَلطات الكينيَة حيث لا تزال القوَات الكينيَة متواجدة ومتمركزة في مناطق من ولاية جوبالاند، ولا تزال تؤيَد كينيا كل قراراته السياسيَة والأمنيَة كحليف إستراتيجيَ يحقَق لها مصالحها الأمنيَة والقوميَة.
11. رغبة جهات أجنبيَة كثيرة إقليميَا ودوليَا بعرقلة مسيرة بناء دولة صوماليَة قويَة تتشكَل في منطقة القرن الأفريقي الاستراتيجيَ، وخلق خلافات متتالية ومتتابعة تلو أخرى للإنتهاء من ثروات وخيرات البلاد.
وأيا كان الأمر، فإنَ هذه النَقاط تتمثَل أسباب حقيقيَة أدَت، وربَما تؤدَي معظمها إن لَم نقل كلَها إلى إفشال الإجتماع التَشاوري للمجلس الوطني الصَومالي، والعودة إلى نقطة الصَفر والحلقة المفرغة لبناء نظام الدَولة المستقَرة في الصومال.
التداعيات والتأثيرات:
بعد سرد أهم الدَلالات والأسباب التي أدَت إلى فشل الإجتماع العاشر للمجلس الإستشاري الوطني الصَومالي المنعقد بين 2-7أكتوبر 2024م، نسلَط الضَوء على أهمَ التَداعيات والتَأثيرات المحتملة الَتي ستنتج عن هذا الفشل، والتي تتمثَل فيما يلي:
1. فشل إجتماعات المجلس الإستشاري المقبلة، وعدم تمكَن إنعقادها في الفترة القادمة، وذلك بسبب غياب محتمل لجوبالاند و بونتلاند.
2. مواصلة الرَئاسة الصَومالية والحكومة الصَومالية إجتماعات المجلس بغياب “سعيد دني” و “أحمد مدوبي” على غرار ما حدث سابقا عند غياب بونتلاند، وهذا لا يؤدَي إلى نتائج ملموسة.
3. زيارة الرَئيس الصَومالي لبونتلاند ليتصالح مع سعيد دني رئيس ولاية بونتلاند على حساب أحمد مدوبي، ولمعاقبة جوبالاند الَتي خالفت مسيرة المجلس الاستشاري الوطني.

وفي هذا الخيار لا يعرف ما إذا سيتشجَع الرَئيس الصَومالي من جانب، ولا يعرف أيضا ما إذا سيسمح سعيد دني ذلك ويرحَب رئيس الجمهورية في “غروي” العاصمة من جانب آخر.
4. إجراء أحمد مدوبي إنتخابات غير مباشرة من طرف واحد على غرار الإنتخابات الصَومالية السَابقة، وحصول شرعية 5 سنوات جديدة دون تدخَل الحكومة الفيدراليَة.
5. إقتفاء السَيد/ عبدالعزيز “لفتغربن” رئيس ولاية جنوب غرب الصومال حذو أحمد مدوبي، وإجراء إنتخابات رئاسيَة وبرلمانيَة مماثلة بإنتخابات جوبالاند المرتقبة في هذه المناطق.


والجدير بالذَكر أنَ العلاقات بين جنوب غرب الصَومال والحكومة الفيدراليَة في الأونة الأخيرة لم تكن على ما يرام، بل كانت تشوبها الخلافات الحادَة بين الجانبين. ولهذا السَبب يمكن أن يفكَر “لفتغرين” حصول شرعيَة رئاسيَة جديدة في بيدوا، ما سيؤدَي إلى موت المشروع الإنتخابي للرَئاسة الصَومالية.
6. تشجيع الرَئيس الصَومالي والحكومة الصَومالية الفيدرالية، المعارضة السَياسيَة ضدَ أحمد مدوبي وعبدالعزيز لفتغرين، لعرقلة أيَة إنتخابات أحاديَة يحاولون إجراؤها في كسمايو وبيدوا، بل وربَما يحاول الفيدرال تنظيم إنتخابات مماثلة في كلَ من مدينة “بؤالي” الحاضرة الرَسميَة لجوبالاند، ومدينة “براري” الحاضرة الرَسميَة لجنوب غرب الصومال في حال محاولة النَظامين إجراء إنتخابات مستقلَة عن الحكومة الفيدرالية.
7. ومَما يلوح في الأفق تقارب جديد بين جوبالاند وبونتلاند، حيث رحَب نائب رئيس بونتلاند في مقابلة تلفزيونيَة موقف أحمد مدوبي الأخير في مقاطعة قرارات المجلس الإستشاري المتعلَق بالإنتخابات الصومالية. ومن المرتقب إجراء إتَصالات وبدء زيارات متبادلة بين جوبالاند وبونتلاند في الفترة المقبلة، ربما بعد إعادة إنتخاب أحمد مدوبي أو قبلها.
8. اجراء لقاءات بين جوبالاند و بونتلاند والمعارضة السيَاسيَة الصَوماليَة المتمركزة في العاصمة مقديشو، حيث أيَدت معظم المعارضة السَياسيَة موقف أحمد مدوبي من إنسحاب إجتماع المجلس وأجندته حول إجراء الإنتخاب الموحَد.
ومن المحتمل تنظيم مؤتمرات ولقاءات وزيارات بين جوبالاند وبونتلاند والمعارضة السياسية، بل وربما يؤدَي ذلك إلى تشكيل تحالف سياسيَ معارض قويَ بين هذه الأطراف ضدَ الحكومة الصَوماليَة.
9. عزل رئيس الوزراء الصَومالي من قبل الرَئيس، حيث لم يقتنع الرَئيس الصومالي إخفاق رئيس الوزراء الصَومالي السَيد، حمزة عبدي برَي بإقناع رئيس ولاية جوبالاند؛ البقاء في إجتماع المجلس التَشاوري، وتوقيع نتائج الإجتماع العاشر في بيانه الختامي، مادام أنَ رئيس الوزراء ينحدر من نفس منطقة رئيس جوبالاند الحالى.
وربَما يؤدَى ذلك إلى إعادة نظر رئيس الجمهورية من أهميَة تغيير رئيس الوزراء من منصبه، وإختيار رئيس وزراء جديد ربَما من منطقة بونتلاند، وذلك للضَغط على الرئيس سعيد دني وإقناعه للعودة لإجتماعات المجلس الإستشاري الوطني بدلا عن أحمد مدوبي.
10. سيناريو 2021/2022م ربما سيعود مرَة أخرى إلى السَاحة السَياسيَة الصَوماليَة، حيث أنَ الرَئيس الصَومالي الساَبق السَيد/ محمد عبدالله فرماجو، أراد أن يمدَد للرَئاسة ومجلسي البرلمان الصَومالي لفترة عامين بعد أن صوَت ذلك البرلمان الصَومالي لتحقيق إجراء إنتخابات موحَدة مباشرة في عموم البلد.


وقد عارض هذه الخطوة أنذاك ولايتي بونتلاند وجوبالاند بالإضافة إلى المعارضة السَياسيَة الَتي كان يقود يومها الرَئيس الصَومالي الحالي السَيد/ حسن شيخ محمود، والرَئيس الصَومالي الأسبق السَيد/ شريف شيخ أحمد. كما أدَى أخيرا إلى إرغام الرَئيس فرماجو التَنازل من هذه الخطوة لإجراء إنتخابات يتوافق عليها الجميع.

Screenshot

وهذا السيناريو السَابق ربَما هو السَيناريو الجديد القادم في الصَومال لإجراء إنتخابات رئاسيَة وبرلمانيَة غير مباشرة في الأقالىم (2024-2025م)، وفي الحكومة الفيدراليَة (مايو 2026م).

وفي 08 أكتوبر 2024م اجتمع رئيس الجمهورية السيد/ حسن شيخ محمود مع ما تبقى من أعضاء المجلس الإستشاري الوطني الصومالي بعد مغادرة السيد أحمد مدوبي مقديشو إلى كسمايو، والغياب المعهود لرئيس بونتلاند. وهذا يعكس الصورة الحقيقية القديمة الجديدة للمشهد السياسي الصومالي، وما أشبه الليلة بالبارحة كما هو موضح في هذه الصورة المرفقة.

11. العودة إلى خيمة “أفسيوني”، وإجراء الإنتخابات غير المباشرة في الولايات الإقليميَة، وتنظيم الإنتخابات البرلمانيَة والرئاسيَة في خيمة أفسيوني، كما هو المعتاد في الإنتخابات الفيدراليَة الصَوماليَة السَابقة في جميع إنتخابات (2012م، و 2017م، و 2022م) أمر لا بدَ منه، ورؤية يتَفق عليه القاصي والداني في الصومال.
وعلى الرَئيس الصَومالي والحكومة الصوماليَة ما تبقَى لها من الفترة الدَستوريَة الشَرعيَة حتَي مايو 2026م؛ بدء تصحيح المسار قبل فوات الأوان، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من عمليَة بناء الدَولة الصَوماليَة من إعادة الوحدة الوطنيَة، وإصدار دستور يتوافق عليه الجميع، والموافقة حول نظام إنتخابيَ يرضى الجميع. وإلَا فإنَ المستقبل الصَومالي مظلم، وأنَ الطَريق ربَما سيؤول -لا قدر الله- إلى ما آلت إليه أواخر فترة الحكومة الصَوماليَة السَابقة (2021-2022م) من مواجهات عسكريَة، وتناحرات قبليَة، وتفكَكات إقليميَة، وتدخَلات خارجيَة، وغصب أجنبيَ للبحار والمواني والأراضي والخيرات الصَوماليَة.
__________
فشل إجتماع المجلس الاستشاري الوطني الصَومالي (أسباب حقيقيَة، و تداعيات محتملة)
د. عمر الفاروق شيخ عبدالعزيز
كاتب في الشَأن الصَومالي والقرن الأفريقي
البريد الألكتروني: ofarouk.yaqeencenter@gmail.com
التَاريخ: 08 أكتوبر 2024م

Written by admin
×