خلال الشهر الجاري خرج الشعب الصومالي في احتجاجات غاضبة في أغلب المدن الصومالية ينددون بالاتفاقية الجديدة بين إدارة صوماليلاند الانفصالية والحكومة الإثيوبية التي حصلت بموجبها أديس أبابا على موطئ قدم في البحر.
وحملت اللافتات في هذه المظاهرات العديد من العبارات التي تعكس درجة إستعداد السكان لمواجهة إثيوبيا كان منها “بأن من يمد إصبعه نحونا فلن تعود إليه إلا مقطوعة مبتورادة، ومن يفكر في الاعتداء علينا سيكون مذموما مدحورا.
بعث الشعب الصومالي في مقديشو، الذي نظم أكبر مظاهرة، برسالة واضحة إلى رئيس إدارة أرض الصومال الانفصالية ورئيس وزراء إثيوبيا اللذين توصلا مؤخرًا إلى إتفاق مثير للجدل في أديس أبابا.
ورفض الصومال أي وساطة ما لم تنسحب إثيوبيا من إتفاقها مع ما يُعرف بإقليم أرض الصومال، والذي يمنح أديس أبابا حق الوصول إلى ميناء على البحر الأحمر مقابل إعترافها بالإقليم كدولة مستقلة.
والشعب الصومالي يتذكر جيدا أصول العداء بين الصومال وإثيوبيا بداية القرن السادس عشر، عندما قاد الإمام أحمد بن إبراهيم الغازي غزو الحبشة (أنظر لكتاب فتوح الحبش)، وجعل ثلاثة أرباع المناطق المسيحية سياسيًا تحت سلطة سلطنة عَدَلْ المسلمة الصومالية بجيش صومالي جرار.
وكانت قوات الصوماليين التي كان يقودها الغازي (احمد جري) على وشك محو المملكة الإثيوبية القديمة من على وجه الأرض، ومع ذلك تمكن الإثيوبيون من الحصول على مساعدة قوات كريستوفاو دا غاما البرتغالية والحفاظ على إستقلالية مناطقهم.
وكذلك لن ينسى الصومال في القرن التاسع عشر، عندما غزا الملك الإثيوبي منليك الثاني وإحتل إقليم أوغادين من الشعب الصومالي. وبعدها نشأت حملة صومالية كبيرة مناهضة للاستعمار الغربي والحبشي بقيادة دولة الدراويش التي أسسها القائد السيد محمد بن عبد الله حسن (رحمه الله).
ولن ينسى أحفاد الشيخ المجاهد المرحوم حسن برسني عندما بدأت القوات الحبشية بالهجوم على بعض الأراضي الصومالية في الجنوب خاصة حول مدينة جوهر عام 1905م لاسيما مدينته جليالي، ودارت معارك ضارية بين قوات الشيخ القائد برسني وبين القوات الحبشية المعادية، وانسحب الإثيوبيون مهزومين إلى مدينة بلدوين ولاحقتهم قوات الشيخ برسني في أثرهم.
وأيضا لن ينسى الصوماليون ما جرى في حرب الحدود الإثيوبية الصومالية في عام 1964 وحرب أوغادين في عامي 1977 و1978 من أجل ضم السكان الصوماليين الذي يعيشون في أوغادين التي تحتلها إثيوبيا إلى إخوانهم الذين يعيشون في جمهورية الصومال, وحرب 2006_2009 عندما غزت القوات الإثيوبية المدعومة من أمريكا والغرب عموما بالصومال وانسحبت قواتهم بعدما جرّت المقاومة الشعبية جثث جنودهم في شوارع العاصمة مقديشو وأحرقوا بعضا منها.
وأخيرا، نقول لأبي أحمد إقرأ التاريخ جيدا وأعلم أن الشعب الصومالي جاهز بان يواجه أي اعتداء على أرضهم وشعبهم.
وعليه ينبغي أن يتعلم قادة إثيوبيا مما سبق آنفا ويدركوا بأن الشعب الصومالي مستيقظ تمام اليقظة بحيث أن أية أطماع في الأراضي الصومالية أو إعتداء عليها فلن يتهاون معها.