أكتوبر 29, 2025

محمود شيخ محمد عمر: دور المجتمع الدولي في إمكانية إجراء انتخابات “شخص واحد، صوت واحد”، والفوضى السياسية في الصومال

تعيش الصومال في مرحلة سياسية حرجة تتسم بالتقلبات والانقسامات، وسط محاولات للخروج من دوامة الصراعات وبناء مؤسسات شرعية قائمة على الإرادة الشعبية. وقد لعب المجتمع الدولي دوراً بارزاً في دعم العملية السياسية، بينما لا تزال البلاد تواجه تحديات كبيرة تعيق إمكانية إجراء انتخابات شاملة بنظام “شخص واحد، صوت واحد”. تتناول هذه المقالة ثلاث قضايا محورية مترابطة: دور المجتمع الدولي، إمكانية إجراء انتخابات مباشرة، والفوضى السياسية التي تعيشها البلاد.

أولاً: دور المجتمع الدولي في الشأن الصومالي

منذ انهيار الدولة الصومالية في بداية التسعينات، اضطلع المجتمع الدولي بدور حيوي في دعم الاستقرار السياسي والأمني. ويمكن تلخيص هذا الدور في النقاط التالية:

الدعم المالي والفني للعملية الانتخابية من خلال تمويل اللجان الانتخابية وبناء القدرات الفنية.

الوساطة السياسية بين الفرقاء الصوماليين لتقريب وجهات النظر وتخفيف حدة الخلافات.

تشجيع الفيدرالية وبناء مؤسسات الدولة.

لكن بالمقابل، يُنتقد المجتمع الدولي في عدة جوانب:

التدخل في الشؤون الداخلية وتوجيه العملية السياسية حسب مصالحه.

تجاهل الرؤية المحلية لحل الأزمات.

خلق اعتماد دائم على الدعم الخارجي دون تعزيز الاستقلالية الوطنية.

ثانياً: إمكانية إجراء انتخابات “شخص واحد، صوت واحد

يُعتبر الانتقال إلى نظام انتخابي مباشر حلمًا وطنيًا طال انتظاره، إلا أن تنفيذه يصطدم بتحديات واقعية كثيرة:

الإيجابيات المحتملة:

تعزيز الديمقراطية والمساواة السياسية.

كسر نظام المحاصصة القبلية (4.5).

إشراك المواطنين في تقرير مصيرهم بشكل مباشر.

لكن توجد عدة تحديات كبيرة:

انعدام الأمن في مناطق كثيرة من البلاد بفعل وجود حركة الشباب ومليشيات مسلحة.

ضعف البنية التحتية الإدارية والقانونية لإجراء انتخابات شاملة.

الخلافات بين الحكومة الفيدرالية والولايات الإقليمية حول صلاحيات تنظيم الانتخابات.

نقص الموارد المالية واللوجستية.

ثالثاً: الفوضى السياسية وتأثيرها على المسار الانتخابي

تعيش الساحة السياسية الصومالية حالة من الاضطراب الدائم، ومن أبرز مظاهر الفوضى:

الخلافات بين الرئاسات الثلاثة (الرئاسة، البرلمان، الحكومة).

تضارب القوانين والاتفاقات السياسية وعدم وضوح خارطة الطريق.

تأجيل متكرر للانتخابات ومقاطعة بعض القوى السياسية.

فقدان الثقة بين الشعب والنخبة السياسية.

كل ذلك يؤدي إلى تعطيل جهود الإصلاح، ويزيد من اعتماد البلاد على الخارج لحلحلة أزماتها.

خاتمة وتوصيات

لكي تخرج الصومال من هذه الحلقة المفرغة، يجب اتباع عدد من الخطوات الأساسية:

تعزيز الشفافية السياسية وبناء مؤسسات وطنية قوية.

صياغة رؤية انتخابية متفق عليها داخليًا وتتمتع بدعم شعبي.

تقليل الاعتماد على المجتمع الدولي دون قطيعة معه.

توفير المناخ الأمني والسياسي المناسب لإجراء انتخابات نزيهة.

دعم الحوار السياسي بين الحكومة والولايات الفيدرالية لتجاوز الخلافات.

إن تحقيق الاستقرار السياسي وإجراء انتخابات “شخص واحد، صوت واحد” لن يتحقق إلا بتكاتف الجهود الداخلية مع الدعم الدولي الموجه والمنسق، وفقًا لأولويات الشعب الصومالي
____________

دور المجتمع الدولي، إمكانية إجراء انتخابات “شخص واحد، صوت واحد”، والفوضى السياسية في الصومال

محمود شيخ محمد عمر:

كاتب صومالي

 

 

 

 

Written by admin
×